اهتزت في بدايات هذا الشهر ولاية أريزونا الأمريكية على وقع شريط فيديو أظهر تسجيلاً مصوراً لعملية وحشية تضمنت ممارسة مقيتة وشائنة في حقوق الحيوان ، حيث قام رجل بإطعام (سنجاب) قبل أن يركله من أعلى حافة منحدر صخري ليسقط في وادي جراند كانيون الضيقة .
الشريط المصور سجل نسباً عالية من المشاهدات وأثار سخط وغضب متزايد لدى الأمريكان الذين تفطرت قلوبهم حزناً واستنكاراً لهذا العمل الوحشي من هذا الرجل المتغطرس ( عديم الإنسانية ) و( الخالي من الرحمة ) وأصبح – أو كاد – أن يكون حدثاً عاماً تخطى شجبه واستهجانه حدود ولاية أريزونا وتحرّكت جهات عديدة للبحث عن المجرم الذي سوّلت له نفسه القيام بركل هذا ( السنجاب ) ورميه في الوادي السحيق .
إدارة محمية جراند كانيون الوطنية ؛ قررت فتح تحقيق موسع في ظروف هذه الجريمة النكراء واستدعت جميع حرّاس المحمية من أجل الكشف عن هوية هذا الرجل وإتمام عملية القبض عليه ، وأحسب أنه تم نشر صورته على نطاق واسع خاصة مع انتشار التسجيل المصوّر للحادثة الأليمة ، ويُنتظر بعد القبض عليه أن تناله عقوبة مشددة لاتقل عن السجن ستة اشهر وغرامة خمسة آلاف دينار بتهمة التعدّي على الحياة البرية.
ومن أجل تخفيف غضب الرأي العام الحانق على قتل ( السنجاب ) بهذه الطريقة البشعة ؛ عرضت جماعات مدافعة عن حقوق الحيوان مكافأة مالية قيمتها نحو (17) ألف دولار لمن يقدم معلومات تقود للقبض على مرتكب الجريمة التي صارت حديث المدينة والولاية ومن المتوقع ألا تهدأ تداعيات الجريمة إلاّ بعد القبض على الفاعل وتقديمه للمحاكمة جراء رفسه وذبحه للـ ( السنجاب ) .
ومن محاسن الصدف أن الرجل الذي ظهر في الشريط المصور كان بلاقميص ، ويرتدي قبعة ( الكوبوي ) ولاتبدو عليه أية ملامح عربية أو إسلامية ، سواء في شكله أو ملابسه ، وعليكم أن تتصوروا لو أنه كان عليه بعض سماتنا العربية والإسلامية حيث أنه سيتم إعلانه كحادث إرهابي أودى بحياة ( سنجاب ) وستتداعى له دول وجيوش وربما يتحرّك المجتمع الدولي في هيئته المعروفة بالأمم المتحدة ، لأخذ قرارات للثأر والانتقام لهذا القتل غير المشروع ومكافحة الإرهاب وتفريغ بؤره وبيئاته ومحاضنه وماشابه ذلك من مسميات غربية تجد صداها وقبولها عندنا .
سانحة :
للأسف الشديد صار العالم بمجتمعه الدولي ( المتناقض ) تهتز مشاعره لذبح حيوان بينما تتبلّد الأحاسيس حينما يُنحر الإنسان المسلم بمختلف وسائل الفتك والقتل .