راصد

الثقافة والعباية

ابتداء لابد من توجيه الشكر إلى كبير البيت البحريني صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر على تدخله السريع لوأد فتنة أو مشكلة انتشر خبرها واستنكرها المجتمع البحريني تتعلق بمنع موظفات وزارة الثقافة من ارتداء العباية ( الدفة ) وأمره الحازم بأن يكون هذا القرار كما العدم . وذلك احتراماً لهوية المرأة البحرينية ونزولاً عند الأعراف والقيم والتقاليد المرعية في البلاد .
غير أن القرار الذي صدر من وزارة الثقافة بمنع لباس العباية يدفعنا إلى إعادة الحديث ودق ناقوس الخطر بشأن المنحنى الغريب الذي يجري – خلال السنوات القليلة الماضية – إلزامنا بقبوله كمفهوم للثقافة ، لا يقوم في أساسه على بيان مقدرات العروبة والإسلام ، ولا يخضع لاعتبارات الهوية والانتماء ، ويكرّس لنوع هو أقرب إلى ( المسْخ ) الذي تُنفق مئات الآلاف من الدنانير لأجل تكريسه ، تتفاخر به بعض الطبقات أو التوجهات عندنا أو ما يسمونهم بالنخبة في عالم الفكر والأدب ويرتضون بأن تكون الثقافة مجرّدأطروحات سطحية و دعوات للطرب أو الرقص أو الاستماع إلى سيمفونيات أو أوبريتات عازفة أو رقصات ماجنة من الشرق أو الغرب ، ومن الشمال أو الجنوب .
المفهوم الطاريء للثقافة الذي تخوّف منه الكثير من المخلصين والغيورين على هويّة مجتمعنا وأبدوا قلقهم تجاهه خاصة بعد الأحداث المؤسفة التي مرّت بها البحرين وطالبوا بوقف حالات التغريب عن المصبّ الرئيس لهويّة الأمة وعروبتها معلنين وجود خطر حقيقي جراء نشر مفهوم طاريء و( مسْخ ) للثقافة لاعلاقة له إطلاقاً بمقدّراتنا الثقافية وانتماءاتنا الحقيقية ولا بالقيم والعادات ؛ غالب الظن أن ترك الحبل على الغارب وفتح المجال واسعاً لهذا ( اللعب ) بثقافة المجتمع وهويته هو الذي جرأ وزارة الثقافة على المساس حتى بالزي الوطني للمرأة البحرينية علماً بأن الزي الوطني لأي بلد هو عبارة عن الملابس التي يرتديها الشعب والتي تعبر عن هويته وثقافته ، وعليها بصمات أسلافه وتراثه وفيها لمسات من قيمه وعاداته وتقاليده ، وهو المظهر الأول للهوية الوطنية وتوليه مختلف الدول عناية خاصة لا تتنازل عنه أو تنهزم وتتحوّل عنه أما م أزياء ثقافات وهويات أخرى ، صار واضحاً أن هذه القيمة المجتمعية لم يعد لها مكاناً في الثقافة الجديدة ، ثقافة ( المسْخ ) وثقافة الرقص والطرب ( الهشّك بشّك ).
سانحة :
سيظل البحرينيون – وعلى الأخص نساؤهم – يذكرون بكل إجلال وتقدير أن صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بن ابراهيم آل خليفة ، قرينة عاهل البلاد المفدى ، ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة قد وقفت على منصّة الأمم المتحدة ، تمثل البحرين وتلقي كلمتها ، وهي ترتدي عباءتها ، تمسّكاً بالزي الوطني ، وتعبيراً صادقاً وأميناً عن هويتنا وثقافتنا التي يجب أن نوقف كل أشكال العبث بها .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s