راصد

شارع ريا.. لا تبوح بها

في عام 2008، بالضبط في 15 أكتوبر منه؛ نشرت وزارة الأشغال في بريد القراء بهذه الجريدة الموقرة ردا على مقال لي في عمودي المتواضع حول المطالبة بتطوير شارع ارادوس، جاء في هذا الرد ما يلي: “إن ما تم ذكره في السابق من تطوير شارع أرادوس إلى شارع مزدوج ذي مسارين لكل اتجاه وتركيب إشارات ضوئية على تقاطعاته الرئيسية لا يزال قائماً والإدارة بانتظار تخصيص الميزانية اللازمة له لطرحه في مناقصة للتنفيذ”.
وقبل هذا الرد بحوالي شهرين، بالضبط أيضاً في 12 اغسطس 2008م، نشرت صحافتنا المحلية خبرا يتعلق كذلك بشارع أرادوس، جاء فيه: «قام وكيل وزارة الأشغال نايف عمر الكلالي بزيارة لموقع شارع أرادوس في محافظة المحرق يرافقه كل من النائب عيسى ابوالفتح ومدير إدارة تخطيط وتصميم الطرق – القائم بأعمال الوكيل المساعد لشؤون الطرق بوزارة الأشغال هدى فخرو ومدير إدارة العمليات والمراقبة المرورية بالإدارة العامة للمرور الرائد علي النعيمي ورئيس قسم هندسة المرور بوزارة الأشغال شوقية حميدان ورئيس مجموعة الإشارات الضوئية وأنظمة النقل الذكية بوزارة الأشغال عبدالكريم معراج وقد تم معاينة التقاطعات الرئيسة على الشارع، والتي تشكل خطورة مرورية بالغة، حيث استعرض الوكيل مشروع تطوير شارع ارادوس والمتوقع طرحه في مناقصة بداية شهر سبتمبر المقبل، ويشمل هذا التطوير تحويل الشارع إلى شارع مزدوج ذي مسارين في كل اتجاه وعدد من الإشارات الضوئية لتنظيم الحركة ورفع مستوى السلامة على الشارع» انتهى.

الآن، وبعد مضي كل هذه السنوات على الرد والتصريح يمكن للقراء الكرام التعرف بسهولة على مقدار المصداقية. التي تصاحب كثرة من مشروعاتنا المرفقية والخدمية التي يجري الحديث عنها والتصريح بها لكنها تبقى مفتوحة الآجال وغير معروفة الآماد، لتبقى حية وقائمة في أمنيات الناس وأحلامهم، يلاحقونها وينتظرونها قبل اكتشافهم أنها مجرد سراب، يحسبه الظمآن ماء بينما هو لا شيء!
ست سنوات مضت على ذاك التصريح والرد من دون أن يتحرك ساكن على الأرض بالرغم من أهمية هذا الشارع الذي يمثل مدخلا مهما ورئيسيا لمناطق قلالي وسماهيج والدير والبسيتين فضلا عن انه على هذا الشارع توجد مرافق ومنشآت حيوية. للعلم أيضاً أنه بينما كان الناس ينتظرون تطوير هذا الشارع وتنفيذ الوعود المتعلقة به؛ جرى تغيير اسم الشارع إلى (ريا) ووضعوا مرتفعات كثيرة على امتداد الشارع، يقترب عددها من (15) مرتفعا، أهلكت السيارات وضاعفت الازدحامات وخاصة أوقات الذروة، فيما بقي الشارع كما هو.. منذ ست سنوات على الرد والتصريح!!
دائماً نقول: اذا لم تكن قادرا على تنفيذ وعودك؛ اجعلها سرا، ولا تبوح بها.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s