نافذة الجمعة

وماذا عن داعش بورما ؟!

بورما .. هي إحدى دول شرق آسيا تقع بجانب الصين والهند وبنغلاديش وتايلاند ، لها تسمية أخرى هي ميانمار لكنها اشتهرت مؤخراً بتسمية ينهمر لسببها غزير الدموع حيث جرى تعريفها الآن بـ ( محرقة للمسلمين ) إذ يعيش في تلك الديار مايقارب الثمانية ملايين مسلم يطلقون عليهم ( الروهينجا ) ويشكلون مانسبته (10%) من سكان بورما التي يحكمها البوذيون الذين باتوا يخشون من المدّ الإسلامي فعرّضوا الأقلية المسلمة هناك لصور وحشية من الإبادة والتشريد بشكل سافر، يندى له الجبين ويكشف حجم العداء الذي يكنّه هؤلاء للإسلام ، ويفضح أي دعاوى ماكرة وساذجة – على السواء – عن التسامح بين الأديان والمذاهب .

لو دخل أحدنا اليوم على موقع صاحبنا Google  أو youtube  ووضع كلمة افتتاحية ( حرق مسلمي بورما ) فستظهر له عشرات وربما مئات من النتائج المكتوبة والمرئية عن حرق رجال ونساء ، صغار وكبار ، وهم أحياء في صورة لاتنقصها الفظاعة والوحشية حتى أن صحيفة الديلي ميلي البريطانية نشرت تقريراً لها مرفق بالصور والفيديو تحت عنوان ” لاتمنحه ماء .. دعه يموت ” عرضت فيه صوراً حية لمسلمي بورما وهم يُحرقون ، النار تشتعل في أجسادهم ويتم منع أي أحد من إطفائها بالماء وسط صمت وتراخي من السلطات وقوات الأمن .

المسلمون هناك في بورما تُضرم فيهم النيران ، وتتفحّم أجسادهم ، ويُتركون للموت هكذا في مجازر ومحارق لاتخطر على بال أحد في بشاعتها وقسوتها دون أن تتحرّك نخوة إنسانية هنا أو هناك ، ودون أن تثور ثائرة لدى الدول الإسلامية فتهددّ – على الأقل – بقطع علاقات دبلوماسية أو اقتصادية ، ودونما أن يٌنشأ تحالف دولي يحارب هذا النوع من الإرهاب الدموي مثلما تنادت أكثر من (40) دولة لوقف إرهاب داعش والتصدّي لعمليات قتل هي أقل قسوة وجرأة مما يقوم به البوذيون في بورما من الاعتداء على حق الحياة واسترخاص دماء المسلمين قتلاً وحرقاً وهدراً لكرامة الإنسان على مرأى ومسمع من العالم الصامت الذي بات واضحاً أن شرعيته و( غضبته ) لاتثور إلاّ وفق معايير وحسابات محددة لاعلاقة لها إطلاقاً بالدماء والأرواح المستباحة للمسلمين.

سانحة :

بعد غزوة أحد مرّ الرسول صلى الله عليه وسلّم بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظَفَر، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم ، ثم كلّما مرّ على أحد رآهم يبكون قتيلهم ؛ فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ، ثم قال : (ولكن حمزة لا بواكي له) وكان يقصد عمّه صلى الله عليه وسلّم حمزة بن عبدالمطلب الذي قُتل ضمن القتلى في هذه الغزوة ومُثّل بجثته لكن لم يبكيه أحد كما الآخرين . وهو نفس حال إخواننا في بورما الذين هم الآن وحيدون ، يواجهون القتل والإبادة والحرق .. لابواكي لهم.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s