راصد

هل يتشكل تحالف دولي ضد الأيبولا ؟!

بحسب معاجم اللغة العربية فإن كلمة ( جائحة ) مصدرها ( جاحَ ) ومعناها : بَلِيّة ، تَهْلُكَة ، داهِيَة . ولذلك تُسمى الحالة المرضية المتفشية في غرب أفريقيا لمرض الأيبولا بالجائحة ، وذلك كتعبير عن هول انتشاره وفتكه بالأشخاص والعجز عن محاصرته واحتوائه حتى الآن .
والأيبولا هو مرض وخيم يصيب الإنسان وغالباً ما يكون قاتلاً ، ويصل معدل الوفيات التي يسببها فيروس هذا المرض إلى (90%) وليس هناك من علاج أو لقاح نوعيين مرخص بهما ومتاحين للاستخدام لا للإنسان ولا للحيوان على الرغم من الجهود التي تبذلها أعداد كبيرة من مراكز البحث والدراسات والمختبرات الطبية ، وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية أعلنت حالة الطواريء القصوى بشأن الأيبولا نظراً لفتكه وسهولة انتقال العدوى .
جائحة الأيبولا التي تفتك الآن بوسط أفريقيا وغربها حصدت أكثر من أربعة آلاف وفاة ممن تم تسجيلهم رسمياً ، وأصبحت السلطات الطبية حائرة في وقف الإصابة به ومكافحته ، وأرسلت هذه الدول استغاثات من أجل المساعدة خاصة وأن توسع الإصابة به سينذر بكارثة بيئية غير مسبوقة في العالم .
انشغال أو ( إشغال ) أو( خداع ) العالم بالسياسة أو بالأحرى تفرّغه لمكافحة الإرهاب أو ( داعش ) جعل من مسألة الاهتمام بهذه الجائحة ، جائحة إيبولا ؛ تتأخر درجة الاهتمام بمكافحتها رغم أنها تشكل خطراً حقيقياً وليس خطراً وهمياً ومصطنعاً ومبالغاً فيه كالذي هم منشغلين الآن في مكافحته وفق معايير مزدوجة يجري ترتيبها وصناعتها لتحقيق أغراض لاعلاقة لها بالهدف المعلن .
غير أن تدبير الكون هو بيد المولى عز وجل ، وليس بيد غيره ؛ فقد أعلنت قبل حوالي أسبوعين أول حالة إصابة بالأيبولا في عقر دار أوروبا ، في أسبانيا . وعلى الفور تم إعلان حالة الطواريء في أوروبا وعقدت المفوضية الأوروبية اجتماعاً غير عادي للوقوف على هذا المرض . و يوم الأربعاء الماضي ؛ أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أول حالة وفاة على أراضيها مصابة بالأيبولا . فتعلن أمريكا أن الرئيس أوباما أوضح أن (أيبولا) أزمة عالمية ملحة تتطلب استجابة عالمية عاجلة ، ويجب تسخير كل الموارد والجهود لوقف انتشاره . ويوم أمس الأول تم الإعلان في أمريكا أيضاً عن ثاني إصابة بهذا المرض القاتل ، جائحة الأيبولا .
ياترى هل تشهد الأيام القادمة قيام وإنشاء تحالف دولي ضد الأيبولا على غرار التحالف الدولي ضد داعش ؟! فالمعطيات واحدة حيث لم يُنشأ هذا التحالف إلاّ بعد مقتل صحفيين أمريكيين بينما قتل الإرهاب الصهيوني والبوذي والصفوي والنصيري آلاف البشر في سوريا والعراق وفلسطين وبورما و… إلخ . وجائحة الأيبولا حصدت أكثر من أربعة آلاف شخص في أفريقيا لم يصرح أحد بأنه أزمة عالمية إلاّ بعد وصول المرض إلى أمريكا وأوروبا !!
أي أن آلاف البشر يمكن أن يُقتلوا أو تفتك بهم أوبئة فلا تكون لهم أي قيمة ، ولاينهض لأجلهم أي تحرّك ، ولا يتداعى لهم أي تحالف لالشيء سوى أنهم لايحملون الجنسية الأمريكية أو الأوروبية !!
سانحة :
قال تعالى ” ياأَيُّها النَّاس ضُرِب مَثلٌ فاسْتمِعوا له ، إنَّ الذين تَدْعون من دون اللّهِ لن يَخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا لَه ،وإنْ يسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شيئًا لايستنقذوه مِنْهُ ، ضَعُفَ الطَّالِبُ والمطْلوب” .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s