راصد

معرفة القراءة والكتابة !

يقول الخبر المنشور يوم أمس الأول أن اللجنة الإشرافية في إحدى المحافظات رفضت الطلب المقدم من أحد الأشخاص للترشيح النيابي لعدم إجادته اللغة العربية ! وفي خبر آخر قررت لجنة إشرافية إجراء امتحان في القراءة والكتابة لعدد أربعة أشخاص للتأكد من إجادتهم للغة العربية باعتبار أن معرفة القراءة والكتابة هو الشرط الوحيد المتعلق بالمؤهلات العلمية المطلوبة للسماح بدخول معترك المنافسات النيابية ! مجالس الناس ومواقع التواصل الاجتماعي استلمت هذه الأخبار بكثير من الاستهزاء و( النكات) ، وذلك على الطريقة المعتادة في التنفيس عن الإحباط والكآبة من خلال اللجوء إلى الكوميديا .
لقد بات واضحا خلال الأيام القليلة الماضية حجم الإقبال الكبير على الترشح لمقاعد المجلس النيابي لأسباب كثيرة ليست مجال موضوعي اليوم لكن أوْضَح مافي هذا الإقبال هو تأخر أو غياب معايير الكفاءة وضآلة أو تواضع المعرفة بالدور المفترض للنائب خاصة بعد اختلاط الحابل بالنابل فيما يتعلق بالعمل النيابي والعمل البلدي ، وساعد على هذا التهافت على الترشيح عدم وجود شروط معتبرة تتعلق بالمؤهل العلمي ، والاكتفاء بأن المطلوب هو معرفة القراءة والكتابة وفقط !!
أعضاء السلطة التشريعية في جميع بلدان العالم هم من يتولون المسؤولية في إيجاد وصياغة التشريعات والقوانين آلتي تسير مختلف شؤون العباد ، ويراقبون مدى الالتزام بتطبيقها، وهم يعدلونها حذفا أو إضافة ، وهم يضطلعون بمهام متابعة الحكومات في تنفيذ برامجها والتزاماتها ومشروعاتها ويحاسبونها على تقصيرها أو ضعفها أو فسادها أو تأخرها ، وهم يحدّدون توجهات الأوطان في الحاضر والمستقبل ويساهمون في رسم حياة الأجيال القادمة ، وهم الذين يقرون ويوافقون على معاهدات واتفاقيات دولهم مع الدول الأخرى وهم – بالإضافة إلى ذلك – يمثلون بلدانهم في المناسبات والمنظمات والمؤتمرات والمحافل الإقليمية والدولية ، وهم مسؤولون ويتولون كذا وكذا من مهام وأعمال فرضت على كثير من بلدان العالم أن تجعل الخبرة والمؤهل العلمي شرطا رئيسيا وعاديا لمناصب البرلمانيين والمشرّعين انطلاقا من الأهمية والمكانة المفترضة لضخامة الأعمال والإنجاز المطلوب منهم ، مما يصعب أن تتحقّق أو يقوم بها أشخاص متواضعة مستوياتهم ، ولاتتعدى بضاعتهم العلمية مجرد معرفة القراءة والكتابة .
سانحة :
أحد التعليقات التي رأيتها عن هذين الخبرين يقول : واحد أراد أن يشتغل سائق أو مراسل سألوه : عندك ثانوية عامة ؟ قال لهم : لا . ردّوا عليه وقالوا له : ماتصلح ، لكن روح رشح للبرلمان يمكن تحصّل فرصة !!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s