بمناسبة موسم الصيف ، وتعبيراً عن حبها لأهل دائرتها ومنطقتها ؛ قامت السيدة ميدورى ماتسوشيما وزيرة العدل اليابانية بتوزيع مراوح ورقية ( ورقية ) صغيرة لعلها تسهم في التبريد على الناخبين بدائرتها خلال الصيف ، هي ظنّت أن الأمر في إطار الهديّة المشروعة التي لايمكنها أن تثير حفيظة أحد ، خاصة وأنهم ليسوا في موسم انتخابات . تقديراتها وظنونها لم تأخذ في الحسبان الحساسية المفرطة لدي اليابانيين في تطبيقهم للقانون والالتزام به .
السيدة ميدورى ماتسوشيما لم تتوقع أن هذه المراوح الورقية ستقودها إلى تقديم استقالتها من الحكومة اليابانية بعد أن ارتفعت بعض الأصوات المعترضة على هذه الهدايا واعتبارها غير قانونية ومخالفة للقواعد الانتخابية المعمول بها وتتعلق بالأمانة والنزاهة ، واستقطاب أو شراء الأصوات ، لاحظوا أن الكلام هنا عن مجرّد مراوح ( ورقية )!!
بالفعل ؛ هي آثرت التخلّي عن كرسيها ومنصبها حفظاً لكرامتها ونزاهتها ، وقبل ذلك أرادت أن تبقي لأهل دائرتها حقهم في الاقتراع الحر لاختيار ممثليهم دونما الشك في ممارسة ضغوط أو هدايا أو شراء ذمم حتى لو كان هذا الشراء على شكل ( مراوح ورقية ) . لأن تلك الدول والمجتمعات يعرفون قدْر أصواتهم وحجم الأمانة التي يتحمّلها هذا الصوت الذي لايمكن التفريط به ببيعه في سوق الرشاوي أو مساواته ببضعة دنانير أو ثلاجة أو مكيف أو غيره من الأجهزة الكهربائية التي صارت بمثابة سمة لازمة لمواسم الانتخابات وسوق رائجة للرشاوى وشراء الذمم ، سواء عندنا أو في عموم بلداننا العربية .
سانحة :
الأسوياء من الناس هم الذين يقدّرون أهمية خياراتهم ويعطونها لمن يستحق تمثيلهم من أجل حاضرهم وكذلك من أجل مستقبل أبنائهم ، ثقة بدينه وإخلاصه لوطنه وكفاءته ومؤهلاته وبرنامجه . ولذلك يجب ألا يسترخص بعضنا أهمية صوته أو يبيعه برخص التراب في سبيل رشوة تبقي أثر الخيانة والخيبة في الدنيا ويلاحق أصحابها العقاب في الآخرة . وقـد قال رسـول الله صلى الله عليه وســلّم : ” من ولّى رجلاً على عصابة ( جماعة من الناس ) وهو يَجِد في تلك العصابة من هو أرْضى لله منه ، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ” .