راصد

إعدام ريحانه جباري ..

هي فتاة إيرانية ، تبلغ من العمر (26) سنة ، كانت هوايتها تصميم الديكورات ، أحبت هذه المهنة ، درستها وتخصصت فيها ، بل واشتغلت فيها قبل أن تنهي دراستها الجامعية ، ساقها القدر ذات مرّة لأن تنال أعمالها إعجاب أحد ضباط الاستخبارات الإيرانية ، وهو مرتضى عبد العلي سارابندي فاستدرجها لعمل تصميمات خاصة في شقته في أحد أيام عام 2007 ، وهناك تحرش بها جنسيا وحاول اغتصابها – حسب روايتها – دافعت عن نفسها وطعنته ليلقى حتفه .
في عام 2009م قررت المحكمة إعدامها بعد إدانتها بالقتل ، وتم احتجازها منذ ذاك الحين وراء القضبان حتى جرى تنفيذ الحكم في فجر يوم السبت الماضي حيث لم تفلح جميع المناشدات بوقف تنفيذ الإعدام وإعادة المحاكمة اعتماداً على أن القتل إنما وقع في حالة دفاع عن النفس .
تعددّت المطالبات بوقف تنفيذ الحكم وتنوّعت مصادر هذه المناشدات حتى أصبحت قضية عالمية ، تدخلت فيها الأمم المتحدة عن طريق السيد أحمد شهيد مسؤول حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الذي ذكر أن ريحانة كانت تدافع عن نفسها بعدما تحرش بها المسؤول المخابراتي ، وأن محاكمتها في 2009 كانت مليئة بالعيوب . منظمة العفو الدولية أيضاً دخلت على خط المناشدات ومنظمات حقوقية كثيرة والبرلمان الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ، ومعهم عدد من الممثلين والفنانين والشخصيات الإيرانية كلهم كانوا يطالبون السلطات الإيرانية بوقف تنفيذ حكم إعدام ريحانة لأنها كانت تدافع عن نفسها . أم ريحانة دشنت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الدعاء لابنتها ، تفاعل معها الآلاف ، بل عشرات الآلاف .
كل هذه المطالبات والدعوات والضغوط . لم تجد طريق استجابة لها لدى السلطات الإيرانية التي قررت المضي قدُما في إعدام الفتاة العشرينية مهندسة الديكور ريحانة جباري بتهمة قتل ضابط الاستخبارات السابق مرتضى عبد العلي سارابندي .
الغريب أن إيران ؛ في ذات الوقت الذي رفضت فيه مناشدات العالم ومطالباتهم بعدم إعدام شابة دافعت عن نفسها وشرفها وقتلت ضابطا حاول اغتصابها ؛ تحتج الآن على السعودية وتطالبها بوقف تنفيذ حكم الإعدام بحق أحد رجال الدين !!
سانحة :
يجدر بنا في هذا الوقت من كل عام أن نستذكر بكثير من الحزن والألم قانون مكبرات الصوت الذي هو في حالة الموت السريري ( الاكلينيكي) منذ ولادته ، ويبقى فيها طوال العام ماعدا شهررمضان المبارك حيث يخرج من غيبوبته وتدبّ فيه الحياة ، ويستعيد صحته وقواه ، ويلاحق أئمة المساجد في صلوات التراويح والقيام حتى إذا ماانتهى الشهر المبارك خارت قواه ، وودّعنا ، وعاد إلى غرف الإنعاش بنفس حالته السريرية ، جثة هامدة ، لاحراك فيها ، بانتظار رمضان القادم !!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s