في 7 أكتوبر 2001م شنّ الجيش الأمريكي والجبش البريطاني الحرب على أفغانستان بمعاونة طلائع عسكرية من عدّة دول في الشرق والغرب ، وذلك كردّة فعل على هجمات 11 سبتمبر . كان الهدف المعلن لهذا التحالف الدولي الذي قادته أمريكا هو القضاء على تنظيم القاعدة وإقصاء حركة طالبان عن أفغانستان . وفي سبيل ذلك جاءت بقضّها وقضيضها ، ومامن سلاح فتاك لديها إلاّ وجرى استخدامه وتجربته في الأراضي الأفغانية ، مدن وقرى تم دكّها ، وإن شئت فقل تم محوها ، آلاف الأبرياء المدنيين قضوا في هذه الحرب وأضعافهم من الجرحى والمصابين ومثلهم من المشردين واللاجئين قبل أن تنهي هذه القوات قبل بضعة أيام انسحابها من أفغانستان بعد حرب دامت (13) سنة ، من دون أن تحقق أهدافها المعلنة حيث أن تنظيم القاعدة الذي جاءت للقضاء عليه قد تمدّد وازداد انتشاراً في المعمورة وعادت حركة طالبان لتستولي على الأجزاء الأكبر من أفغانستان !!
وفي 20 مارس 2003م شنت أمريكا ذاتها ومعها نفس التحالف المكون من طلائع وكتائب عسكرية من عدة دول ؛ حربهم على العراق بعد أن اشتغلت ماكينتهم الإعلامية والدبلوماسية تخويفاً وتحذيراً من أسلحة الدمار الشامل ، راجماتهم وصواريخهم ومدمراتهم دكّت بغداد الرشيد ، قتلت الآلاف وشرّدت عشرات الآلاف لكنها خرجت – أمريكا وحلفاؤها – في العام 2011م من دون أن تحصل على أسلحة الدمار الشامل ، وهي ماادعته من سبب رئيس للحرب على العراق !!
وقبل حوالي شهر من الآن ، في العام الحالي 2014م ؛ أمريكا نفسها تشكّل تحالفاً جديداً وواسعاً من أجل حرب قالت عنها أنها طويلة الأجل ، هدفها المعلن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) . وعلى مايبدو فإن هذه الحرب ستكون كسابقتيها من حيث الفرق بين الأهداف المعلنة والنتائج المتحققة .
هذه الحروب الثلاثة ؛ تُدار بذات الطريقة من حيث التحشيد لها ، وتشكيل تحالف معها ، والإعلان عن أهدافها ، وتغطية تكلفتها وطرق ومصادر تمويلها قبل أن يكتشف العالم في كل مرّة أن هذا التحالف الأمريكي ( الدولي ) إما أنه قد كذب في أهدافه المعلنة أو أنه جرى هزيمته هزيمة نكراء أجبرته على الانسحاب ، حفظاً لكرامته وماء وجهه ، لتبقى الشعوب العربية والإسلامية ضحايا إما لمغامرات متهوّرة من ( الكابوي ) وإما لمؤامرات خفية تدمّر الأرض وتقتل البشر وتستنزف ثرواتهم .