أولى هذه الملاحظات هناك استياء شديد لحال التنسيق والتحالف بين الجمعيات السياسية – وعلى الأخص الإسلامية منها – في الانتخابات وعدم تمكنها من الوصول إلى تحالف قوي بعد أن راودت كثير من المخلصين آمالاً كبيرة في قائمة موحدة للمترشحين ، استفادة مما سبق ورغبة في لملمة الشمل وتجميع الشتات في هذه المرحلة العصيبة والهامة ، وتترفع عن المصالح الضيقة أو الشخصية واللجوء إلى القواسم المشتركة . وبغض النظر عن الأسباب التي دفعت إلى هذه الحالة فإن الخوف أن يكون هذا الفشل سبباً مضافاً لحالة الإحباط التي يشعر بها كثيرون تجاه هذه الانتخابات.

الملاحظة الثانية :

بعض المترشحين يُكثرون التحذير من تأثير الجوانب الدينية على استقطاب الشارع ويطالبون بأن تُفصل المسائل الدينية عن الانتخابات ويشتطّون في مطالباتهم بإبعاد المسجد والمنبر الديني عن أية احتمالات الضغط والتأثيرعلى حظوظ المترشحين . لكن بعض هؤلاء ينسون أنفسهم حيث ترى (لافتات ) انتخابية لهم جرى تعليقها بالقرب من مساجد أو وضعوا مطويات خاصة بهم عند المساجد فضلاً عن حرصهم على الصلاة من مسجد إلى آخر في مناطقهم في ظاهرة باتت تسمى بـ ( التدين الانتخابي ) .

الملاحظة الثالثة :

تربطني بعموم – إن لم يكن جميع – النواب علاقات طيبة قائمة على الود والاحترام المتبادل ، وأعرف – بحكم عملي معهم – لكلّ منهم قدْره وشخصيته ، ولا أستطيع إلاّ أن أبدي حزني على أن بعضهم قد آثر عدم الترشيح مرّة أخرى وفتح المجال للدماء الجديدة ، رغم ثقلهم ومكانتهم وخبرتهم النيابية التي أعتقد أن البرلمان قد يخسرها بغيابهم عنه ، وذلك من أمثال الوالد الفاضل خليفة بن أحمد الظهراني رئيس المجلس والدكتورعلي أحمد وخميس الرميحي وعثمان شريف الريس وعبدالحكيم الشمري ، وأم محمد ، لطيفة القعود التي كانت مضرب المثل في الانضباط والالتزام بمواعيد الجلسات واللجان والإعداد لموضوعاتهما ، وعادة ماتكون مداخلاتها وتعليقاتها ذات قيمة علمية مضافة ومدعمة بأرقام وبيانات ولا تكون وليدة اللحظة . وعلى العموم كان لايشاركها في هذا الالتزام والانضباط ، بل والحضور الباكرإلاّ قلّة من النواب ، وهم حسن سالم الدوسري وخميس الرميحي وعبدالرحمن بومجيد وأحمد الملا وعبدالله بن حويل.

وآخر تلك الملاحظات هو أن حالة التواضع والتودّد أو الانكسار و- ربما – التذلّل التي يتحلّى بها المترشحون هذه الأيام ؛ يتمنى الكثيرون أن يكون ذلك سلوكا طبيعيا وفطريا ودائما وليست صفات طارئة متكلفة تزول بزوال الأسباب ..