قبل حوالي عامين من الآن زارت البحرين إحدى الفنانات الساقطات ، تربّعت على عرش الرذيلة والعري في العالم وأصبحت علماً بارزاً فيما يُسمى تلفزيون الواقع ، يُشار إليها بالبنان في دنيا العهر والانحطاط ، وصور الإغراء والتفسخ وسبقت مثيلاتها ومنافسيها بمشاهد لم يسبقها إليها أحد . حينذاك ضجّ المخلصون والغيورون تحفظاً واحتجاجاً على هذه الزيارة غير المرحب بها بين عموم الناس ، وذلك لما عُرف عنها من سمعة سيئة ستزيد من سمعة بلادنا سوءاً أكثر مما تعاني منه في مجال العالم السفلي ، عالم الدعارة والنخاسة.
ولأننا قد تم فرض مفهوم ( مسْخ) للثقافة في البحرين ، تقوم على الرقص والطرب ، وجرى تسويقها على مجتمعنا وإفهامنا غصباً عنّا أن هذه هي الثقافة ؛ فقد خرج علينا آنذاك مصدر مسؤول يدافع عن زيارة كيم كاردشيان لوطننا العزيز ، وقال ” من الخطأ عرقلة زيارة المشاهير الذين لهم تأثير في الرأي العام العالمي ” مشيراً إلى أن زيارتها ” تُعد فرصة ثمينة للاطلاع على حقيقة الأوضاع في مملكة البحرين، والتعرف عن كثب على واقع البحرين المزدهر سياسياً وحقوقيا واقتصاديا وتجاريا وسياحياً، لتنقل هذه الصورة الى العالم كما ستشاهدها ”
وبالفعل لم تتوان هذه الـ(…) عن نقل الصورة إلى العالم ؛ حيث نقلتها إلى أختها ، كلوي كاردشيان ، نجمة تلفزيون الواقع والتعرّي – ولاتقل تفسخاً وسوءاً عنها- التي احتفلت منذ بضعة أيام بما يُسمى عيد الهالويين حيث ارتدت -على سبيل الاستهزاء – اللباس الخليجي ( الغترة والعقال ) ثم وضعت صورتها بهذا اللباس على حسابها في الانستغرام مصحوباً بتعليق ساخر وردت فيه كلمة ( شيخ ) مرفقة بشتيمة خارجة . وقد ضّجت عليها مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجاً على شتيمتها وإهانتها للعرب وللخليجيين خصوصاً.
ونترك الأمر لمن استقدم أمثال هؤلاء ولمن دافع عنهن ليتعرفوا على حقيقة أن هؤلاء الساقطين إنما هم مرتزقة ، يبيعون الجنس وينشرون الرذيلة ويسيئون للدول والأفراد ، ويبتزون أو يستنزفون الأموال ، ولايمكن تسذيج الوعي الجمعي لدى الناس بأن هؤلاء مشاهير نتثقف منهم ونحتاجهم للدفاع عنا بينما في واقع الأمر ؛ هؤلاء لايشرفوننا ولاتتشرّف بحريننا الغالية بهم ..