نافذة الجمعة

سيظلّ في قلوبنا

بتاريخ 21 أغسطس 1969 أقدم أحد الصهاينة ويُدعى مايكل دينس روهن على إشعال النار في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى حيث شبّ حريق ضخم التهمت نيرانه كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين .

حينذاك ؛ أحدثت هذه الجريمة فوضى في العالم وفجّرت ثورة من المظاهرات العارمة ومسيرات الغضب في أرجاء العالم الإسلامي ، وكان من تداعيات هذا الحدث الجلل الذي أصاب أولى القبلتين وثالث الحرمين عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في المغرب ، حضره جميع رؤساء الدول العربية والإسلامية ، استنكاراً ودعماً لصمود المرابطين في أقصانا الحبيب .

حينذاك كانت فلسطين ومسجدها الأقصى قضية المسلمين الأولى ، لاتنافسها قضايا أخرى، ولايعتبرونها شأناً فلسطينياً خاصا ، كان أي مساس – بالذات- بالأقصى الأسير كفيل بأن تضطرب الموجات الهادئة عند الشعوب وتتحوّل إلى صرخات ومسيرات غضب تضطر الساسة والقادة للانصياع لـ (فزعة ) الشعوب .

غير أن هذا الأمر كان قبل حوالي (45) سنة من الآن ، حيث جرت مابين الأنهار مياه ، ربما هي مياه آسنة ، أزاحت القضية الفلسطينية عن صدارة الاهتمام وأطفأت جذوة الغضب للمسجد الأسير ، لم تعد أعمال الحفريات فيه واقتحاماته ومنع المصلّين وتدنيسه ورمي مصاحفه وحتى إحراقه – مثلما حدث أمس الأول – تثير شيئاً . بل حتى لم تعد أنباء القتل واجتياح المدن والقرى وهدم المنازل تفعل تأثيرها كما السابق في الناس .

اليوم تتوالى الأنباء عن الاعتداءات التي تحصل في أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ، هي بدون شك غير مسبوقة على مدار العقود الماضية ، سواء من حيث الفعل أو رد الفعل ، استغاثات المسجد الأقصى والمرابطين فيه تتصاعد لتواجه آذاناً صمّاء ، لاترى ولاتسمع وكذلك لاتحسّ .

في واقع الأمر ؛ إن قضايانا ، وأهمها قضية احتلال فلسطين لاتموت بالتقادم ولا تتأثر بالتراكم ، وإن نسيها أو تجاهلها الإعلام أو اعتاد الناس على القبول بالأمر الواقع ودبّ اليأس والإحباط من حال القادة والساسة والجامعة العربية ، ونشطت المؤامرات والخيانات والتنازلات .

سانحة :

لابد أن تبقى قضية فلسطين حية في قلوبنا ، ملء أسماعنا وأبصارنا إلى أن يجمع الله شتات المسلمين ونشهد أو يشهد من يأتوا بعدنا أول صلاة في المسجد الأقصى بعد تحريره من دنس اليهود الغاصبين . ويجب أن نعلّم أبناءنا ونحفظهم أن المصطفى صلى الله عليه وسلّم قال : ” لاتُشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ” .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s