بحسب متابعتي ومعلوماتي المتواضعة فإن مصرف البحرين المركزي لم يصدر بشأن مسألة اختراق بطاقات الصراف الآلي سوى بيانا واحدا أعلن فيه اكتشاف هذا الاختراق وأكد محدوديته وقلل من خطورته ، وحدد عدد الحسابات المصرفية المتضررة ب (١٧٤) بطاقة فقط. وعلى ما أذكر فإن هذا البيان الوحيد – بحسب علمي المتواضع – قد صدر في ٢٠ أكتوبر الماضي ، ولم يتبعه أي بيان آخر يكشف تفاصيل عملية الاختراق ومن يقف وراءها وهوياتهم ، وما إذا ماتم القبض عليهم أم لا ، وماشابهها من معلومات ينتظرها عموم الناس خاصة إذا عرفنا بأن جميع أجهزة الرقابة على أجهزة الصراف الآلي ترصد كل حركة، وتعمل على مدار الساعة ويتم تسجيل أي عملية تحدث على الحسابات ، وبالتالي تسهل عملية كشف كيفية الاختراق وهويات مرتكبيه ، أو هكذا يفترض .
وبالرغم من هذه التطمينات الرسمية الصادرة من البنك المركزي إلا أن غالب البنوك قد وجهت عملاءها – كإجراءات احتياطية – إلى تغيير الأرقام السرية لبطاقاتهم ثم قللوا من المبالغ المالية المسموح بسحبها ، وظننا أن الأمر قد انتهى عند هذا الحد ، وفقط .
غير أنه بعد حوالي أسبوعين من البيان المذكور ، المطمأن والمقلل من شأن ذاك الاختراق ؛ لازالت تصل من بعض البنوك ( مسجات ) تطالب عملاءها ( بتغيير الرقم السري لبطاقة الصراف الآلي ، وذلك للحماية) وآخر تلك ( المسجات) يقول : ( سيقتصر استخدامها على العمليات التي تتم عن طريق الشريحة الإلكترونية والرقم السري) .. استمرار تلك التوجيهات والتحذيرات ينبيء بأن الموضوع لم ينته ، وأنه – ربما – لاتزال له تداعيات مستمرة أرغمت البنوك على اتخاذ المزيد من الاحتياطات وإرسال تلك التوجيهات .
ومع صمت الجهات الرسمية واكتفائها بذاك البيان اليتيم – بحسب علمي المتواضع- فإن الباب يكون مفتوحا للقيل والقال ، باعتبار أن الشائعات هي النتاج الطبيعي لشح المعلومات ونقصانها أو غموضها ، وأن هذا الصمت مع استمرار ( مسجات) البنوك لعملائها مدعاة لإثارة مخاوفهم على أموالهم وزيادة قلقهم من استعمال بطاقاتهم ، لاسيما في ظل الاعتماد المتزايد في عمليات الشراء والدفع من خلال بطاقات الصراف وبطاقات الإئتمان .
في اعتقادي أن الجمهور يحتاجون إلى تطمينات صريحة وشفافة تكشف حقيقة ماحدث ، وكيف حدث ؟ ومن قام بهذا الحدث ؟
سانحة :
يقول هاري ترومـان (وهو الرئيس الرئيس الأمريكي الثالث والثلاثين 1945-1953) : ” لايمكنك أن تغتني عن طريق السياسة إلا إذا كنت فاسداً “.