راصد

مخصصات طلبتنا في الخارج

يستحق الطلاب والطالبات المبتعثين للدراسة في الخارج ، الذين ينهلون من العلوم المختلفة بكل جدّ ومثابرة ، بعيداً عن أوطانهم ، متحملين متاعب الاغتراب والبعد عن أهاليهم وذويهم ، يبنون أحلامهم ويرسمون أمانيهم من أجل رفعة البحرين والمساهمة في تطويرها وتنميتها ؛ يستحقون أن تلتفت إليهم وزارة التربية والتعليم بعين العطف والحنو ، فتتعرف على أوضاعهم وتقف على المشكلات التي تواجههم وتعمل على حلها وتجاوزها ، باعتبار أن المشكل المعيشي إنما هو عائق أمام تجويد التحصيل العلمي ، وعامل يؤثر بالسلب على الروح المعنوية لهؤلاء الطلبة والطالبات الذين بات من اللازم مساعدتهم على تجاوز أزماتهم ومشكلاتهم .

على أن أهم مايجب الالتفات إليه في هذا الصدد ؛ هو المخصصات المالية التي يجري إعطائها شهريا لطلابنا في الجامعات من خارج البحرين ، ولاتكاد تفي حتى بنصف احتياجاتهم ومؤونتهم . في بعض الأحيان تسمع عن حالات لطلبة أو طالبات تستغرب كيفية تدبيرهم لشؤون حياتهم في ظل مبالغ زهيدة ، لاتغني ولاتسمن من جوع.

فعلى سيل المثال يعاني طلبتنا المبتعثين للدراسة في المملكة الأردنية الهاشمية الأمرّين : الاغتراب من جهة وقلّة ذات اليد من جهة أخرى . في التفاصيل ؛ يُقال أنهم يحصلون على مبلغ شهري قدره (250) ديناراً ، يذهب منه مايقارب (150) ديناراً لإيجار السكن ، وحوالي (40) لتسديد فاتورة الكهرباء ، وأترك لكم بعدئذ حساب المتبقي من المخصص الشهري ، وأن تتصوروا كيفية التصرف بهذا المبلغ (60) ديناراً وتوزيعه بين تكاليف الأكل والشرب واللباس والكتب والمواصلات ودروس التقوية وماشابه ذلك من متطلبات حياتية لايمكن إطلاقاً أن يفي بها هذا المخصص ، لاسيما في ظل ارتفاع متزايد للسلع والخدمات تجعل من المبلغ المتبقي من المخصص الشهري كما العدم سواء .

إن نظرة حانية لأحوال هؤلاء الطلبة وأولياء أمورهم أصبحت لازمة لمراجعة مسألة مدى ملائمة المخصصات مع واقع معيشتهم ومتطلباتها وتماشيها مع التضخم وغلاء الأسعار في ذلك البلد ، محل الابتعاث . وكذلك مدى مناسبتها مع مايتحصل عليه أقرانهم المبتعثين من دول الجوار . وأقترح إن لم يكن بالإمكان زيادة تلك المخصصات فلا أقلّ من أن تتكفل الوزارة بتوفير السكن المتكامل ، وتعفي طلبتها في الأردن من أعبائه وفواتيره وتكاليفه المالية المختلفة.

سانحة :

يُفترض على الجهات ذات الاختصاص قبل أن تحدد المخصصات الشهرية لطلبتها المبتعثين أن تجري دراسات واقعية للبلدان المبتعثين إليها ، تحصر التكاليف وتحدد بناء على هذه الدراسة مايحقق كفايتهم ، لا أن يُترك هؤلاء الطلبة في حالة ( حيص بيص ) ويجعلون أولياء أمورهم يضربون أخماساً في أسداس !!

 

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s