نافذة الجمعة

الغُنم والغُرم

من المتوقع أن يداهمنا خلال الأيام القليلة القادمة ضيف جديد ، قد يكون كالعاصفة – ( لاسمح الله ) – ليست من عواصف الشتاء وبرده القارس أو أمطاره الغزيرة ؛ إنما هذا الضيف يتعلق بتداعيات الانخفاض أو الانهيار المتواصل لأسعار النفط وتهاوي البورصات المالية ، وماقد ينتج عن كل ذلك من آثار اقتصادية سيجد المواطن نفسه أمام – ضيف غير متوقع – إجراءات تقشف ولجان لضبط المصروفات وضغط النفقات ، يُناط بها مهام تولّي عمليات الترشيد تماشياً مع متطلبات التعامل مع هذا الانهيار والتهاوي الذي يمرّ بالاقتصاديات التي لم يكن ما يحدث الآن في وارد حساباتها واحتياطاتها .

وسيكون المواطنون على موعد مع دعوات كثيرة ومتنوّعة نحو ترشيد الإنفاق أو ما يُعرف بـ ( شدّ الحزام ) وقد لايكون لمطالباتهم بزيادة رواتب أو تحسين أوضاع أو حلحلة مشكلات معيشية معينة أي مكان من الإعراب خلال هذه الإجراءات التقشفية، اعتماداً على أن الوضع الاقتصادي هو في حالة ( الغُرم ) بالرغم من أنه في حالة ( الغُنم )عند حدوث طفرة اقتصادية وحصول وفورات وفوائض من الموارد المالية ناتجة عن ارتفاعات – وليس انخفاضات – في أسعار النفط ؛ غالباً لا يكون للمواطنين منها نصيب يُذكر ، وربما يُقال لهم انتظروها وترقبوها وتابعوها فيما يُسمى بالعوائد غير المباشرة !!

غالب الظن أن المواطنين سيكونون أكثر المتضررين من حالة ( الغُرم ) الحالية الناشئة من الانخفاض الكبير لأسعار النفط ، وسيعانون من ( سالفة ) شدّ الحزام بالرغم من أن هذا الحزام مشدود أصلاً ، قبل هذه الأزمة ، وسيبقى مشدوداً أثناءها ، وقد يُنسى مشدوداً بعد تجاوزها .

ولكن ؛ ماهو الغُرم والغُنم ؟ الغُرم في لغة العرب يأتي بمعنى (الدَّين) ، ومنه قوله تعالى: ” والغارمين وفي سبيل الله “ومنه في الحديث: ” أعوذ بك من المأثم والمغرم”  ويُقصد به عموماً الضرر. وأما الغُنم في اللغة فهو الفوز بالشيء بلا مشقة . ويُستعمل (الغُنم) مقابل (الغُرم) ولذلك نشأت قاعدة في الفقه  تقول “الغُنْم بالغرم”  ومعناه “إن من ينال نفع شيء يتحمّل ضرره “وهي قاعدة قلّ الأخذ بها إذ اعتاد المواطن على معيشة الغُرم وغابت عنه فرص الفوز بالغُنم .

سانحة :

من أراد في الواقع ضغط النفقات وترشيد الإنفاق فإن هنالك أوجه كثيرة يعرفها الناس ويرونها ويسمعون عنها ويتحسرون على البذخ والإسراف الحاصل فيها ، ويطمحون إلى وقفها أو تخفيضها أو تقليل بهرجتها وزينتها ، ويتمنون لو صُرفت نفقاتها لحلحلة كثرة من مشكلاتهم المعيشية والإسكانية .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s