راصد

” عزّز استخدامك لهذه اللغة الجميلة “

ربما بسبب قلّة الاهتمام وسوء العناية بها ، وربما لأننا ليس في وارد حمايتها أو حماية الهوية المنسوبة لها ، وربما لأن التحدّث بغيرها بات مفخرة وعلامة رقي وتقدّم خاصة عند علية القوم وأبناء ( الذوات ) الذين يرون في ( الافرنج ) نموذجاً يستحق الاحتذاء بهم ، وربما لأن حتى أبنائنا حينما يتخرجون من مدارسهم الآن صاروا لايتقنونها ولايحسنون استخدامها ، لاقراءة ولاكتابة ، وربما وربما ؛ فقد مضى اليوم العالمي للغة العربية الذي صادف الثامن عشر من شهر ديسمبر الحالي دون أن يدري به أحد ، ولم تتفضل جهة ، أي جهة ما – صغرت أم كبرت – ليس بإقامة احتفال أو نشاط بهذه المناسبة فحسب ، بل حتى بيان واحد لم يصدر أو يدعو أو يرفع شعار هذه المناسبة في هذا العام ” عزّز استخدامك لهذه اللغة الجميلة “.

أنه ، وبدون شك لأمر محزن أن تستحوذ على معظم أيام العام مختلف أنواع المناسبات ، وتُقام احتفالات ومهرجانات ، وتكون ( فزعات ) لأيام – على سبيل المثال وليس الحصر – كيوم المرأة ويوم الطفل ويوم الشجرة ويوم المسنين ويوم النظافة ويوم الإذاعة ويوم المسرح ويوم الصحافة ويوم مرض السكر ويوم مرض الإيدز ويوم البيئة ويوم الأرض ويوم الشرطة ويوم السلام ويوم المعلّم ويوم العمال ويوم الجمارك ويوم التسامح ويوم مكافحة التدخين ويوم مكافحة المخدرات ويوم حقوق الإنسان ويوم المياه ويوم الصحة ويوم المرور ويوم القدّيسين ( الهالوين ) ويوم طبقة الأوزون ويوم الدفاع المدني وإلى آخره من أيام مناسبات ، بعضها من نوع ( كل ماهبّ ودبّ ) ثم يسقط من بين كل تلك الأيام اليوم المخصص للاحتفال بلغتنا العربية .

قد يكون في هذا النوع من سوء الاهتمام تعبيراً رمزياً عما تعانيه الهوية العربية والأخطار التي تحدق بهذا الانتماء ، وهي أخطار أصبحنا لانستشعرها إلى درجة أننا يمكن أن نحتفل بكل شيء إلاّ لغتنا العربية .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s