مسلسل القتل على الهوية ، أو مسلسل التطهير الطائفي أو مسلسل الاغتيالات والاختطافات ، أو مسلسل الإبادة لأهل السنة والجماعة ، أو أي تسمية أخرى تصلح لسلسلة الفتك والدماء المهدورة في مدينة البصرة ، ثاني أكبر المدن العراقية ، مدينة سيبويه والجاحظ والفارابي والفراهيدي والحسن البصري وماشابههم من العلماء والأعلام الذين خرّجتهم للدنيا هذه المدينة العريقة ذات المكانة الممتدة في أعماق تاريخنا الإسلامي المجيد ، والتي يُراد لها الآن أن تتغير هويتها ، وأن تخلو من أبنائها ، أبناء الطائفة السنية بعدما تُركت أو اشتغلت الميليشيات عليهم تهديداً واغتيالاً ، بالذات لعلمائهم وأئمتهم في واحدة من أبشع صور التواطيء البغيض بين هذه الميليشيات والسلطات المختصة حتى أنه في أواخر العام الماضي ؛ أعلن الوقف السني في العراق إغلاق مساجد السنة في مدينة البصرة ، والإكتفاء برفع الأذان وأداء الصلاة في المنازل حفاظًا على أبناء المكون السني بعدما تزايدت أعمال الاغتيال والاعتداء والخطف التي طالت أئمة الساجد والمؤذنين ولم يفلت منها حتى المصلين ، وذلك أمام ( عجز ) السلطات الأمنية عن توفير الحماية اللازمة أو الحد الأدنى المفترض لأن يتمكن المصلون من أداء صلواتهم في مساجدهم .
في مساء هذه الجمعة الماضية ؛ فُجعت البصرة باغتيال أربعة من أعزّ أبنائها وخير علمائها وأئمتها حيث اغتالتهم يد الغدر دفعة واحدة بأن تم نصب كمين لهم على أحد الجسور في طريق عودتهم . فقد استشهد كل من : الشيخ يوسف محمّد ياسين الراشد إمام وخطيب جامع الزبير بن العوام، والشيخ إبراهيم شاكر الخُـبَيْر إمام وخطيب جامع البسام في الخور، والشيخ أحمد موسى الراشد إمام وخطيب جامع زين العابدين، والشيخ مصطفى محمد سلمان الصالح الزكري إمام وخطيب جامع البكر.رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته ، مع الصديقين والشهداء.
البصرة ، كما غيرها من مدن العراق الحبيب تواجه مخططاً خبيثاً لتغيير هويتها حتى أن الأمم المتحدة أكدت في شهر أغسطس الماضي قلقها لتصاعد عمليات القتل والاختطاف التي يتعرض لها السّنة في محافظة البصرة ، وانتقدت السلطات لعدم اعتقال مرتكبي هذه الجرائم ودعتها إلى التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها مشيرة إلى أنّ العديد من السنة في المنطقة قد فروا منها خوفا.