نقلت في عمودي المتواضع قبل حوالي ثلاثة أسابيع – أقل أو أكثر – معاناة أو شكوى بعض أولياء أمور طلبتنا الدارسين في المملكة الأردنية الهاشمية من أن المخصصات المالية المصروفة لأبنائهم الطلبة لاتفي باحتياجاتهم ، ولاتتحمّل تكاليف معيشتهم هناك ، ولاتتناسب مع غلائها ، الأمر الذي يؤثر سلباً على الروح المعنوية لديهم وتجعل من المشكل المعيشي يتصدر اهتماماتهم التي ينبغي توجهها نحو تجويد تحصيلهم العلمي بدلاً من الانشغال بكيفية تصريف وتوزيع هذه المخصصات القليلة على متطلباتهم الكثيرة من سكن وطعام ومواصلات وكهرباء وتدفئة وكتب دراسية ودروس تقوية وما شابهها من احتياجات أصبح معها أولياء أمورهم محتارين في تدبير وتوصيل مبالغ إضافية تسهم في سدّ نواقصهم ومتطلبات تسـيير حياتهم هنـاك .

في الأسبوع الماضي ، نقلت لنا الأخبار بكل حزن وأسى وفاة طالبة بحرينية في الأردن وإصابة عدد من الطالبات نتيجة حريق ناشيء عن انفجار مدفأة في شقتهم ، وقد قيل في الأسباب أن المدفأة المنفجرة هي خارج نطاق معايير السلامة ، وأنه تم اللجوء إليها لقلّة المخصصات وعدم كفايتها ، ونأمل من ملحقيتنا الثقافية هناك التأكد من صحة هذه المعلومات ، وبالتالي فحص أجهزة التدفئة المستخدمة لدى الطلبة ، خاصة في ظل الأجواء الباردة هناك ، والتي هي ربما غير مسبوقة في هذه الأيام .

ولذلك ؛ وبعد هذا الحادث المأساوي نناشد الجهات المختصة إعادة النظر في تلك المخصصات التي ( لاتسمن ولاتغني ) من أجل زيادتها والوصول بها إلى حدّ تحقيق الكفاية وتخفيف لجوء هؤلاء الطلبة إلى أولياء أمورهم الذين هم أصلاً لاتتحمل رواتبهم ومداخيلهم الصرف على أبنائهم في الخارج .

وإلى أن يجري إعادة النظر في ذلك ؛ فإنه لابأس من تكرار اقتراح أن تتكفل وزارة التربية والتعليم بتوفير السكن المتكامل لطلابنا في الأردن ، وتقوم باستئجار بنايات مجهزة بالكهرباء وأنظمة التدفئة ومطابقة لاشتراطات السلامة اللازمة ، وتعفي – تبعاً لذلك – طلبتها من أعباء السكن وفواتيره وتكاليفه المالية المختلفة.