هو عنوان حملة موفقة تقوم بها هذه الأيام وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور من أجل التوعية بقانون المرور الجديد المنتظر تطبيقه في بداية الشهر القادم ، وبيان الأهداف من وراء تطوير القانون وتحديثه ، والتأكيد على أن السلامة العامة لمرتادي الطريق هي الغاية الأساسية من الإجراءات أو العقوبات الواردة فيه ، والتي يرى فيها البعض أنها تتضمن تغليظاً وشدّة لم يعتادوا عليها ، لاسيما ما يتعلق منها بالغرامات المالية .
الحملة التوعوية التي تستحق الشكر ركزت – بحسب متابعتي المتواضعة لها – على أخطار بعض التصرفات والمخالفات والتجاوزات التي بسببها ترتفع معدلات الحوادث ، ويرتكبها كثيرون يعرفون بخطئها لكنهم يستسهلونها ، ويقومون بها معرضين حياتهم وحياة الآخرين لأخطار قد تتم في لمح البصر من حوادث ينجم عنها وفيات أو إصابات كان بالإمكان تفاديها .
إعادة النظر ؛ عنوان جميل لدعوة نحتاج إليها بين حين وآخر في شتى السلوكيات والممارسات التي ترسم شخوصنا وتعبّر عن أخلاقياتنا وقيمنا . ولعل سياقتنا لسياراتنا هي إحدى هذه السلوكيات التي ينبغي أن نبقيها في إطار الأخلاق والذوق الرفيع ومعه الأمان الذي نحققه جميعاً لمرتادي الطرق والشوارع .. فشكراً لإدارة المرور على أنها بادرت بتسويق قانونها الجديد بهذه الطريقة الحضارية الي تنمّ عن حرص وإتقان وإبداع نأمل أن تصل رسالته للجميع .
سانحة :
كتب لي أحد القراء وجهة نظر وتعليقاً كريماً على مقالتي المنشورة يوم الجمعة الماضي بعنوان ” لاعذر لكم عند الله ” يقارن فيه هبّة الجماهير وغضبتهم من قيام بعض الرعاع والموتورين ببعض الرسومات الحقيرة المسيئة لرسولنا صلى الله عليه وسلّم ، وهي غضبة وانتفاضة مطلوبة لنصرة عظيم هذه الأمة وسيد البشرية ، بينما تصمت أو تغيب هذه الغضبة أمام جرائم أو مذابح تُسفك فيها أرواح ودماء مئات أو آلاف المسلمين عيني عينك فلايتحرّك لنصرتهم أحد ، ولاينالون ولو جزءاً يسيراً من هذه الغضبة الجماهيرية ضد الإساءة لسيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام الذي قال : “لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم ” .