هذه القصة حصلت أحداثها في الأسبوع الماضي ، وكان مكانها هو البلد الذي يقال عنه بلد الحريات المصونة ، وينظر إليه كثرة من أقوامنا العرب بأنه البلد المثالي في مجال حقوق الإنسان ويستمدون منه غير قليل من القوانين والتشريعات التي يحتاجونها ، وهو ذات البلد الذي تجمع فيه قبل بضعة أيام جمع من قادة وزعماء وممثلي مختلف دول العالم لإدانة الإرهاب بعدما مقتل (١٢) من العاملين في إحدى صحفهم تعودت على الاستهزاء والتعدي على المقام الرفيع لعظيم الأمة ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

هذه البلد هي فرنسا ، بلد الثورة التي  رفعت شعارا أساسيا قالت فيه ( أن الناس أحرارا )  قبل أن يجور الزمن على مبادئها ويتطاول اللاحقون على تطبيق الشعار فيجعلون الناس أحرارا هنالك إلا مايتعلق بالدِّين الإسلامي ! فيشتغلون على شعائره ومظاهره تضييقا ومنعا ضاربين عرض الحائط كل مباديء الحريات وحقوق الإنسان التي أصبحت في زماننا الأنكد حمالة أوجه ، لاتتسع لشعائر الإسلام وتعاليم الالتزام به .

تقول القصة التي نحن بصددها كمثال – ليس وحيدا – بين عشرات القصص باتت تعج بها بعض المجتمعات الغربية في حربهم أو عدائهم لما يسمونه بأسلمة الغرب أو الإسلامفوبيا ؛ أن أستاذا جامعيا ومحاميا فرنسيا اسمه جريكوار لافارج، رفض أن يستمر في تدريس محاضرته في أحد المعاهد العلمية ، لالشيء سوى اكتشافه وجود طالبة متحجبة بين طلابه ! حيث طلب منها خلع حجابها كشرط لاستمراره في تدريسهم ، ولما رفضت خرج من قاعة التدريس غاضبا ليعود إليها بعد فترة وقد خلع قميصه ووشاحه وسترته وبدأ الصياح بقوله ( الدين الذي يخصني هو المذهب الطبيعي ) مكررا دعوته للطالبة بخلع حجابها .

وبعدما اعترض الطلبة تدخلت إدارة المؤسسة التعليمية لتهدئة الأمور وقدم مديرها الاعتذار للطالبة قبل أن يعود المدرس لمتابعة محاضرته من دون أن يقدم أي اعتذار ، بل إنه أدان إدارة المؤسسة واتهمها بخرق مباديء الجمهورية وخاصة مبدأ العلمانية ،  وقال أنه سيرفع دعوى للقضاء ضدهم ..

ومع ذلك تجد بعض القوم عندنا ؛ لازالوا يتكلّمون عن التسامح والتعايش مع هؤلاء الحاقدين الكارهين لإسلامنا ، ويغيظهم حتى الزي الإسلامي للنساء المسلمات إلى درجة الاحتجاج بالتعرّي .. ولله في خلقه شؤون وشجون .

سانحة :

الطالبة المتحجبة كتبت رأيها عن الحادثة ، فقالت “أحترم كل مَن لا يتقبل زيّي الإسلامي، لكنني أعتقد أن لديّ الحق في الحضور بحجابي داخل كل الفصول الدراسية”.