راصد

كقرب ( عود الكبريت من البترول )

تقول القصة التي نشرت الصحافة منذ حوالي ثلاثة أيام بعض تفاصيلها المحزنة أن شاباً وفتاة ، هما في عمر الزهور ، لم يتجاوزا العشرين من سني حياتهما ، أي إما أنهما في سني مرحلة الدراسة الثانوية أو مرحلتها الجامعية ، قد ارتبطا بعلاقة محرّمة شرعاً صار يُشار لها في وقتنا الحاضر بأنها علاقة صداقة ، جرى أو تعاون على تسهيلها وتخفيف حرمتها أو التغاضي عن العيب فيها برامج ومناهج ومسلسلات وأفلام وصور وإعلانات واحتفالات ومهرجانات ساهمت في جعلها من الأمور العادية والمقبولة ؛ أن يكون أبناءنا وبناتنا قريبين من بعضهما البعض كقرب (عود الكبريت من البترول) خاصة في أعمار تستوجب تحصينهم وحمايتهم من مهاوي الانحراف والرذيلة التي تعدّدت أسبابها وتيسّرت ممارساتها وانتشرت وسائل الإغراء لها . فلم يعد – مثلاً – من المستنكر عند بعض الآباء أو الأمهات أن ( يتزامل) ابنهما أو ابنتهما مع من ليس من محارمهما تحت مسمى الصداقة أو الزمالة الدراسية ، فيكونان مع بعضهما في المجمعات أو في ( الكوفي شوب ) أو ما شابهها من أماكن أصبح من المعتاد أن تكون محلاً للمغرمين والعشّاق الصغار ، تخفّف أهاليهم عن المحاذير الشرعية في السماح لأبنائهم لأن يسرحوا ويمرحوا في علاقات آثمة وإن سمّوها صداقة وزمالة ، نشأ عنها خراب أخلاقي وقيمي ليس القصة المنشورة أمس الأول عن الصديقين اللذين تقلّ أعمارهما عن العشرين عاماً إلاّ إحدى تلك القصص ( المسامير ) التي تضرب في مداميك المجتمع .

بقية التفاصيل المنشورة تقول أنه تطوّر العلاقة الآثمة نشأ عنها ابن غير شرعي ، أي بمعنى مارس هذين اللذين تقلّ أعمارهما عن العشرين عاماً الجنس ومعاشرة الأزواج ، وجاء طفل سفاح لم يجدا طريقاً للتخلّص من الفضيحة إلاّ بدفنه في مكان ناء ، عند شجرة الحياة . قسوة الجريمة سبقها قسوة الفعل ، لكن الأشدّ منهما هو التراخي ابتداء في عدم محافظة المجتمع بأفراده ومؤسساته على المحاذير الشرعية والأخلاقية في علاقة الأبناء والبنات والتساهل في ذلك .

سانحة :

اللهم احفظ أبنائنا وبناتنا من هذه المراتع والمهاوي .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s