يجدر بنا بين حين وآخر أن نستذكر هذا الكتاب الذي صدر بعد بضع سنوات من أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، وصار له دوي وانتشار كبير مصحوب بضجة عالمية لالشيء سوى أنه شكك في الرواية الأمريكية الرسمية وكشف بعض تناقضاتها ، وسرد في كتابه تفصيلات كثيرة اعتبر بموجبها هذه الأحداث كأنها مسرحية تم إخراجها لأجل أهداف سياسية كانت تحتاجها الإدارة الأمريكية .
الفرنسي تيري ميسان عند تأليفه كتابه كان خبيراً في مجال حقوق الإنسان لدى مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبي وأسس جمعية دولية للدفاع عن الحريات الشخصية ، وحرص على أن يقدّم لكتابه قائلاً : ” إن الرواية الرسمية لأحداث 11 سبتمبر 2001 عبـارة عن مونتاج سينمائي لا أكثر ولا أقل ، وأن الرد الأمريكي في أفغانستان يفتقد العدالة والشرعية ” .
الكتاب كان بعنوان ” الخديعة المرعبة ” و يقع في مائتين وعشرين صفحة يتخللها العديد من الرسوم والصور التوضيحية التي حاول من خلالها بيان فصول أن ماحدث كان فعلاً مسرحية هزت العالم ، تم تدبيرها بليل من داخل أمريكا . وقد أوجز تيري ميسان في خاتمة كتابه عدة أسباب لتلك الأحداث الشهيرة ، وهي : ” زيادة نفقات النظام الجوي وتطويره ، التمكن من إنشاء خط أنابيب يمر بأفغانستان وباكستان ويدر الربح ، التمكن من الاستيلاء على الشركات التابعة للمليونير ابن لادن وعائلته والتي يكون بوش الأب شريكاً فيه ، القضاء على كل شكل من أشكال الرفض للقيادة الأمريكية “.
وقد تواترت تقارير وروايات عديدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تشكك في صحة روايتها الرسمية وتشير إلى نظرية المؤامرة ، أيّدتها دقة التنفيذ وحرفيته ، وعدم تصوّر أن رجلاً معزولاً في مغارة في عمق أفغانســتان يتنقل فيها بين كهـوفها وجبالها ، وتحيط به آلاف أجهزة التنصت والأقمار الصناعية في محاولة لرصد كل تحرّكاته وسكناته أن ينفذ مثل هذا الهجوم الكبيرالذي اخترق كل الأنظمة الأمنية في أقوى دولة محصّنة في العالم !!
وعلى ذلك ؛ فإن مايُسمى بتنظيم داعش ؛ ربما يخرج لنا فيما بعد ، ومع مرور الزمن ، تيري ميسان آخر يكشف حقيقة أن داعش ماهو إلاّ مسرحية دموية أخرى أسدت خدمة لاتُقدّر بثمن لأعداء الإسلام ، وتم إخراج سيناريوها بكل هذه الدقة والمهارة لتحقيق أهداف لاتقلّ عن ذات الأهداف التي ذكرها تيري ميسان في خاتمة كتابه المسمى بـ ( الخديعة المرعبة ) عن أهداف مسرحية أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 .