شرّ البلية مايضحك ؛ قد تكون هذه العبارة هي خير مايمكن أن نقوله تجاه الخبر المنشور في صحافتنا المحلية يوم الخميس الماضي – قبل نفيه في اليوم التالي – المتعلق بقيام أحد البحرينيين لايتعدى عمره (38) سنة ببيع مقبرة الحورة ومبنى المحكمة على خليجيين في عملية احتيال ملفتة ونادرة ( فجّرت ) سيلاً من النكات والضحك والاستهزاءات والتعليقات الساخرة التي لم تهدأ على وسائل التواصل الاجتماعي ، كعادة البحرينيين الذين باتوا خلال السنوات القليلة الماضية يميلون أكثر فأكثر نحو ( التنكيت ) والتنفيس أو الترفيه عن أنفسهم ضد مشكلاتهم وهروباً منها باللجوء إلى منحى الاستهزاء والسخرية حتى صار بعضها ( مالهم حل ) .
وقد تفنّن البعض في ( النكت ) بعرض صور بعض المؤسسات والمرافق للبيع وتحديد سعر القدم أو سعرها الإجمالي ، فمنهم من عرض للبيع الأستاد الوطني والمطار ومقبرة المحرق والقائمة تطول ، ومنهم من اقترح تكريم هذا الشاب المحتال ( الشاطر ) لقدراته الهائلة في الإقناع ( النصب ) أو الاستفادة من مهاراته وإمكانياته الفريدة في نواحي التسويق المتعددة خاصة في مجال الفبركات والمسرحيات وعمليات بيع الوهم أو الهواء التي تطال أرزاق الناس ومدخراتهم ، فكم من مشترٍ عقار من خلال مجسمات (كمبيوترية ) لاوجود لها على الأرض أصبح يضرب أخماساً في أسداس بعدما ضاعت فلوسه و( تحويشة ) عمره جراء عملية نصب واحتيال لاتقل في فداحتها عن فداحة بيع مقبرة الحورة ومبنى المحكمة ، وربما الفرق بينهما أن بائع المقبرة فرد بينما البائعون المحتالون الآخرون قد يكونوا شركة أو بنك أو ( هوامير ) . أما مسألة النفي فسنتطرق لها يوم غد .
سانحة :
أمام مشاهد ( الشو ) الإعلامي واللجوء إلى تغطية الفشل بمزيد من الأضواء والضجيج والتصريحات التي ليس من ورائها شيء منجز يلمسه الناس في واقعهم ومعيشتهم ؛ نقول : ﺗﺒﻴﺾ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﺑﻴﻀﺔ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻓﺘﻤﻸ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻘﻴقاً ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺎﺭ ﻏﺎﻟﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﻫﻲ ﺻﺎﻣﺘﺔ.