(دا احنا دافنينه سوا ) ؛ هو مثل شعبي أو عبارة يستخدمها الحرامية واللصوص حينما يختلفون على ( بوقَتْهم ) أو يتبرأ الكذابون من كذبة ارتكبوها معاً أو مسرحية قاموا بتمثيلها مع بعضهم أو عندما يتلاوم المجرمون بشأن جريمة كانوا فيها شركاء أو ما شابه ذلك من مؤامرات وأعمال مشينة وسيئة لم يُكتب لها الصمود وتم انكشاف أمرها وحقيقتها .
وتبعاً لذلك فإن (دا احنا دافنينه سوا ) هو أصدق وأدق ما يمكن أن نصف به التهديد الروسي بأنهم سيكشفون عن أدلّة توضح تورّط الحكومة الأمريكية وأجهزة الاستخبارات الأمريكية في هجمات 11 سبتمبر2001م . وبحسب تقرير نشرته صحيفة “برافدا” الروسية في 7 فبراير الحالي ، فإن الأدلة التي تستعد الحكومة الروسية إلى الكشف عنها تتضمن صوراً من الأقمار الصناعية ، يمكن أن تثبت تلاعب الحكومة الأمريكية في تلك الفترة على الشعب الأمريكي، وأن الهجوم كان مجرد عملية “دعائية” من تخطيط واشنطن لخدمة المصالح النفطية الأمريكية في الشركات التابعة لها في الشرق الأوسط.
ويُقال في قصة هذا المثل الشعبي ( دا احنا دافنينه سوا ) إن شخصين كان لديهما حمار يعتمدان عليه في تصريف أمورهما المعيشية ونقل البضائع من قرية إلى أخرى ، وأعطياه اسما للتحبّب هو (أبوالصبر) وفي أحد الأيام وأثناء سفرهما في الصحراء سقط الحمار ونفق . فحَزَنا على الحمار حزناً شديداً ودفناه ، وجلسا يبكيان على قبره بكاء مرّاً ، وكان كلّ من يمرّ عليهما يلاحظ هذا المشهد فيحزن على المسكينين ويسألهما عن صاحب القبر فيجيبانه بأنه المرحوم ( أبو الصبر) ويصفانه بأنه كان الخير والبركة ، يقضي الحوائج ويرفع الأثقال ويوصل البعيد . فكان الناس يحسبون أنهما يتكلمان عن شيخ جليل أو عبد صالح فيشاركونهم البكاء . وشيئاً فشيئاً صار البعض يتبرع ببعض المال لهما . ومرّت الأيام وعجبت هذين الشقيقين كذبتهما ( المسرحية ) فوضعا خيمة على القبر ، وزادت التبرعات فبنيا حجرة مكان الخيمة والناس تزور الموقع وتقرأ الفاتحة على العبد الصالح الشيخ الجليل (أبو الصبر) وصار الموقع مزاراً يقصده الناس من مختلف الأماكن ، وصار للمزار كرامات ومعجزات يتحدث عنها الجميع ، فهو يفكّ السحر ويغني الفقير ويشفي المرضى وكل المشاكل التي لاحلّ لها ، فيأتي الزوار ويقدّمون النذور والتبرعات طمعاً في أن يفكّ الولي الصالح (أبو الصبر ) عقدتهم ، وفي يوم من الأيام اختلف الأخَوان على تقسيم المال بينهما فغضب أحدهما وقال : والله سأطلب من الشيخ أبو الصبر (مشيراً إلى القبر ) أن ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع حقي ، فضحك أخوه وقال : أي شيخ صالح يا أخي ؟ أنسيت الحمار ؟ دا احنا دافنينه سوا !! وهو بالضبط – على مايبدو- حال أمريكا وروسيا اليوم بشأن تآمرهما وضحكهما على الشعوب بأحداث ومسرحيات هي غطاء لأغراض أخرى ، وصارت تتكشف يوماً بعد يوم أنها كانت على طريقة مزار الشيخ ( أبو الصبر ) ..