راصد

السياحة البحرية

لأسباب ما قد لايكون الكلام فيها مسموحاً انحصرت – أو كادت – السياحة في مملكتنا الغالية خلال السنوات الماضية في مجالات أقل مايمكن أن يُقال عنها أنها خارج نطاق القيم والأعراف المرعية ، ثم تضخمت هذه السياحة ( …) وصار لها عصابات وأباطرة صعبوا مسألة الاقتراب من عالمها السفلي أو حتى التفكير بالمساس به . وتبعاً لسيطرة وسيادة هذا النوع من السياحة فقد تضاءلت أو ذهبت أدراج الرياح غالب محاولات وجهود صناعة سياحة سويّة تعتمد على مقدّرات وإمكانيات طبيعية وتراثية وبيئية تعاقب على الإعلان عنها ومسك مبادرة تنفيذها وزراء ومسؤولون تسلّموا حقيبة أو دفّة السياحة فيما مضى من الزمان ، وكانوا يصرّحون عن خطط واستراتيجيات لتطوير السياحة وتنويعها وإخراجها من النطاق الضيق ( …) الذي حوصرت فيه ، بل ذهب بعضهم إلى اتخاذ إجراءات وقرارات لتقليل تضخمها والحدّ من تغوّلها وتزايد إساءاتها ؛ لكن جميعها لم تكن ذات جدوى لأسباب ربما تتعلق بسيطرة وهيمنة أباطرة ومتنفذين ارتأوا بقاء سياحتنا على هذا النحو المسيء لسمعة البحرين وأخلاقيات شعبها .

الوزير الطموح الجديد زايد الزياني ، وزير الصناعة والتجارة ، بعدما أسندت إليه إدارة قطاع السياحة ؛ أعلن – كسابقيه – عن خطة وزارته لإعداد استراتيجية لتطوير القطاع السياحي ، وكشف في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي أن وزارته تسعى إلى الخروج بمنتج سياحي بحريني خاص يعكس طبيعة البيئة البحرينية وعراقة التراث البحريني ويواكب التغيرات المستدامة والتركيز على سياحة رجال الأعمال والمؤتمرات والمنتديات الاقتصادية ، والأهم قوله “أن الخطة ستركز على السياحة البحرية لما تمتلكه المملكة من مقومات جذب في هذا المجال ” .

الكلام عن البحر إنما هو حديث محزن وذو شجون حيث أن جزيرة مثل البحرين يحيط بها البحر من جميع جوانبها منذ مئات أو آلاف السنين ؛ لازلنا نتكلم عن عدم وجود سياحة بحرية ، وعن عدم وجود سواحل معتبرة يمكن أن يرتادها المواطنون فضلاً عن السائحين – بالطبع الكلام هنا عن السواحل العامة – وعدم وجود شواطيء إلاّ ماترون منها من الآخذة في التدهور والتقلّص بشكل لاينبيء إلاّ عن إهمال أو تعمّد عدم الاهتمام بها حتى أن أحدنا حينما يزور البلدان القريبة ويمرّ على سواحلها أو ( كورنيشاتها ) لايملك إلا ّ أن يتحسّر أو يتعجّب أو يندب حظّه .

في اعتقادي لاتحتاج خطط تطوير السياحة وإدخال السياحة البحرية إلى بيوت خبرة وشركات ومكاتب استشارية يجري الإنفاق عليها بلاحساب و( بالهبل ) بقدر الحاجة إلى قرارات وتوجهات حقيقية للانتقال من سياحة ( … ) إلى سياحة تستفيد من مقوّمات ومكوّنات تمتاز بها البحرين في أرضها وبحرها وتراثها وأهلها . وقديما قيل : إذا صحّ العزم وضح السبيل.

سانحة :

قال تعالى :” إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون‏” .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s