كثيرة هي الأرقام التي تثير الفزع وتجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً وهلعاً مما قد تؤول إليه في المستقبل مثل هذه الأرقام المتضخمة ، والتي يبدوا أنها قد تجاوزت مقولة ( نسبة وتناسب ) ! ومن تلك الأرقام هو ماجرى الإعلان عنه من أن عدد من تم تسفيرهم في العام 2014م ( 19130 ) عاملاً مخالفاً . وأن أعداد العمالة الأجنبية السائبة عندنا الآن تعدّت حاجز الـ (60) ألف عامل !! ولاحظوا أن هذا عدد العمالة السائبة فقط فإذا ما أضفنا لها أعداد العمالة العادية القانونية ؛ لايسعنا إلاّ نرفع أكفّ الضراعة لأن يحفظ الله لنا أمننا واستقرارنا وأعراضنا وهويتنا وانتماءنا وكذلك مرافقنا وبقية الخدمات التي تُقدّم لنا بالشراكة معهم .
الأشياء الوردية :
أرسل لي القاريء الكريم أحمد عبدالله يوسف تعليقاً على مقالتي المنشورة أمس الأول والمعنونة بـ ( محضر خير ) قال فيه : “إن موضوع الطلاق كما ذكرت خطير ويجب على الجهات المعنية في المجتمع سواء كانت الوزارات أو الجمعيات الأهلية أو الصحافة أو البرامج التلفزيونية العمل على النظر في هذا الموضوع لوضع الحلول ووضع اليد على موقع الخلل، وهذا لا يتأتى بدون وجود البيانات والإحصائيات الصحيحة والدقيقة لدى المعنيين والمهتمين ليتمكنوا من تقديم الحلول داعياً إلى اتخاذ الإحصائيات كأداة فعالة في تبيان مشاكلنا والاعتماد عليها لوضع الحلول لمشاكلنا في المجالات الممكنة ، وأن نجعل هذه الإحصائيات متواجدة للمهتمين وخصوصا ونحن نعيش في عصر التكنولوجيا والبيانات والاتصالات مضيفاً إن إظهار الأشياء وردية دائماً لدينا وعدم العمل بجد على مواجهة المشاكل من بدايتها جعلتنا نخفق في كثير من الأمور ومعالجتها قبل وقتها إلى أن يقع الفأس في الرأس . وموضوع تفشي الطلاق وسوء جودة التعليم والبطالة وحوادث المرور لأمثلة على أهمية البيانات في إيجاد الحلول الناجعة لها .
سانحة :
إن أزمات الشعوب مثل الأمراض تماما، المرض يبدأ دائما بسيطا، وقد لايحتاج في علاجه سوى إلى قليل من العناية . ولكن في حالة الإهمال أو التأخير أو العلاج الخاطئ يستفحل المرض وينتشر. وهنا قد يضطر الجراح إلى التدخل لإجراء عمليات جراحية ، قد يصعب التنبأ بنتائجها بينما كان معالجتها ابتداء أسهل وأقل تكلفة .