نشكر وزارة التربية والتعليم على قيامها بإجراء التحقيق اللازم في واقعة تلحين آيات من القرآن الكريم في حفل مسابقة الإبداع الطلابي الذي أقيم الأسبوع الماضي في إحدى المدارس الخاصة بمشاركة عدد من المدارس الحكومية والخاصة ، ونأمل أن تنتهي التحقيقات – سواء داخل الوزارة أو النيابة العامة أو ديوان الخدمة المدنية – بما يستحقه هذا الفعل المستنكر وبما أيضا يحفظ حقوق جميع الأطراف ، والأهم أن يفضي إلى إجراءات تمنع تكرار هذا الفعل المشين وأمثاله.
كما أن الشكر موصول لجميع القوى والفعاليات والشخصيات التي انتفضت وغضبت وهبت ضد هذا الفعل الفاحش وأعلنت رفضها القاطع المساس بالقيم والثوابت الإسلامية ، وامتلأت الصحف ووسائل الإعلام ومعها وسائل التواصل الاجتماعي ببيانات ومطالبات بالعقاب وبيانات استنكار ، وكان العنوان البارز لكل تلك الغضبة أو منطلقها هو القيم والثوابت الإسلامية التي يجب أن يحافظ عليها وعدم قبول الاعتداء عليها أو انتهاكها .
وواقع الأمر أن هذا الغضب والاستنكار الواسع للمساس بالقيم والثوابت الإسلامية أمر مفرح ويبعث على السعادة والسرور باعتبار أن الإنسان المسلم ، أيا كان موقعه ومنصبه لابد وأن يغار على دين الله وحرماته ، وأن يفزع للدفاع عن ثوابت وقيم هذا الدين العظيم ، ويرفض التعرض لها والمساس بها . وتبعا لما حصل من غضبة عارمة تجاه تلك الواقعة السيئة فإن المطلوب من نفس تلك القوى والفعاليات والشخصيات أن يأتوا بمثل غضبتهم تلك ويمارسوا ذات فزعتهم تجاه منكرات وكبائر لاتقل حرمتها الشرعية والمجتمعية عن واقعة تلحين آيات من القرآن الكريم التي صارت – ربما – بسبب جهل أو إهمال رقابة أوسوء متابعة ورعاية أوضعف إشراف أو تسيب أو أي سبب آخر لايرقى أمام جهد وعمل متعمّد ومنظم لعصابات و( مافيا ) تنشر في وطننا العزيز منكرات وكبائر تضرب أسافين في القيم والأعراف ، وتهز مداميك الثوابت الإسلامية التي تم الانتفاضة لحمايتها نهاية الأسبوع الماضي و(الفزعه) ضد المساس بها . عندنا أم الكبائر وأم الخبائث تباع عيانا ، نهارا جهارا ، وعندنا ممارسات فجور ودعارة أساءت لسمعة البحرين ووضعتها في مراكز متقدمة في مؤشرات الرذيلة والخطايا ، وعندنا مهرجانات مختلطة وحفلات ماجنة ، وعندنا وعندنا ماقد لاتسمح مساحة حرية العمود بنشره ، وكلها أمور تمس القيم والثوابت الإسلامية وتجري عن سبق تعمّد وترصّد ، وتستدعي ذات الخوف والغضب – إن لم يكن أكبر – الذي تم إبداؤه نهاية الأسبوع الماضي على تلك الواقعة المستهجنة ، فالقيم والثوابت الإسلامية كل لايتجزأ ، وغير قابلة للانتقاء ، وليست حمّالة أوجه ..