راصد

( كمن يقدّم رِجْلاً ويؤخر أخرى)

أعرف أنه قد سبق لكي أكثر من مرّة الكتابة للمطالبة بتطبيق نظام الإشارات الضوئية الرقمية وأكدت أنها هي محط آمال وأمنيات للكثير من المواطنين والمقيمين فضلاً عن أنها مطبقة في بعض دول الجوار الخليجي حيث يوضع في أعلى الإشارات الضوئية منبه ضوئي يبين فيه الوقت عندما تكون الإشارة خضراء ، والوقت المتبقي لكي تكون حمراء بدلاً من تركها لتقديرات السائقين وتوقعاتهم .

آخر رد وصلني حول الموضوع من وزارة الأشغال التي هي الجهة المسؤولة عن الإشارات الضوئية كانت تقول فيه أن الوضع الحالي للإشارات أفضل لأنها تعمل بنظام أوتوماتيكي يقوم على استخدام مجسّات لكشف حجم المرور الداخلي في التقاطع وبالتالي تمديد وقت الإشارة الخضراء أو إيقافها بحسب الحركة المرورية تبعاً لحجم الكثافة حينذاك ، وبينت أن جهاز التحكم يقوم بتمديد أو تقليص مدّة الضوء الأخضر حسب حجم المرور، وبالتالي رفع كفاءة تشغيل الإشارة بأقصى حد ممكن . كما أضافت في ردّها أن الساعة المقترحة التي تبين للسائقين الوقت المتبقي حتى ابتداء الإشارة الحمراء تناسب الإشارات الضوئية التي يكون التوقيت فيها ثابتاً ولايعتمد على حركة المرور على التقاطع، وفي هذه الحالة فإن مدة الضوء الأخضر تكون معروفة مسبقاً ومثبتة في برمجة الإشارة .

وواقع الأمر أن تلك المبررات التي ساقها الرد قد تكون مقبولة ووافية فيما مضى من الزمان ، قبل بضع سنوات من الآن ، وقبل أن تكون حالة الازدحام والاكتظاظ المروري هي الصفة الغالبة لأكثر شوارعنا وطرقاتنا حتى أنه لم يعد هنالك فرق كبير بين ساعات الذروة وغيرها ، بل إن حالة الازدحام هذه طالت حتى الطرق السريعة ( الهايوي ) وبالتالي تفقد قيمتها مسألة تنظيم أوقات الإشارات الضوئية بحسب الكثافة المرورية طالما أنها مرتفعة ومكتظة في أكثر أوقات اليوم .

كما أن هنالك متغير آخر دخل على الخط مؤخراً ، وهو تطبيق قانون المرور الجديد وماتبعه من زيادة مبالغ الغرامات والجزاءات ، وتبعه زيادة تثبيت (كاميرات) مراقبة كسر الإشارات الضوئية حيث يحتار الناس بين التخفيف أو السرعة أو السير العادي خوفاً من الانطفاء المفاجيء لتلك الإشارة الخضراء على عكس لو كان لتلك الإشارات توقيت ظاهر يراه السائقون ويحتاطون له بدلاً من وضعهم الحالي الذي هو ( كمن يقدّم رِجْلاً ويؤخر أخرى ) خوفاً من هذه الكاميرات التي تبدأ وتنهي عملها في لحظات ؛ أرى أنه من الأولى مساعدة السائقين على تجنبها وتفادي وقوعهم في شراكها فضلاً عن أن الأخذ بنظام الإشارات الضوئية الرقمية سيحقق مزيداً من السلامة على الطريق بتقليله حالات كسر الإشارة .

سانحة :

ونحن لازلنا في بدايات العام 2015 ؛ وبعد فرض الرسوم الصحية على العاملين في القطاع الخاص وزيادة سعر البنزين في محطات الوقود البحرية الخاصة ؛ صار لسان الحال يقول : اللهم حوالينا ولاعلينا ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s