راصد

الملك يرعى احتفال تاج الوقار

كثيراً ماردّدنا وقلنا أنه في ظلّ الاهتمامات والموازين المقلوبة والمقاييس العاجزة قد لاتتاح لوسائل الإعلام المختلفة أو القائمين على تشجيع المواهب أو العناية بالنشء والشباب أن يعتمدوا برامج تحفيظ القرآن الكريم على قوائمهم أو أن يكون حفظة كتاب الله في وارد اهتماماتهم مثلما تتسابق الكاميرات والأضواء لأبطال الأنشطة وفرسان الفعاليات الأخرى . وكانت الشكوى والمقارنة مريرة لأن الناس ترى في حفظ القرآن الكريم قيمة معنوية تستحق الإشارة لها والإشادة بها ، ويحتاجون إلى من يذكّرهم بفضل هؤلاء الحفظة وضرورة الاقتداء بهم وحثَ الأبناء والبنات على توجيه اهتماماتهم نحو هذه الأمور العالية بدلاً من ( سفاسف ) اهتمامات وأولويات ، كما ترون وتشاهدون .

غير أن الرعاية السامية لجلالة الملك المفدّى حفظه الله يوم غدٍ ( الأربعاء ) لاحتفال تاج الوقار الذي تنظمه واحات القرآن الكريم بجمعية الإصلاح ، والذي سيجري فيه تكريم (100) حافظ للقرآن الكريم كاملاً ؛ إنما هو رسالة تتويج ، ورسالة إلى الجميع تحمل مدلولات قيّمة ، أبرزها أن هؤلاء الحفظة لايقلّون أهمية ورعاية عن غيرهم من الأبطال ، وأن تكريمهم وتشجيعهم من الدولة يأتي اليوم على أعلى المستويات ، من رأس الدولة ، جلالة الملك المفدى حفظه الله إيماناً من جلالته بإعلاء مكانتهم وتقدير منزلتهم ورفع شانهم . وقد ورد في الحديث الشريف عن المصطفى صلى الله عليه وسلّم : ” إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين”.

فهذه الجموع التي ستتكحّل أعيننا برؤيتهم مساء غد في قاعة المؤتمرات بفندق الخليج ، خاصة النشء والشباب منهم ؛ هم عدّة الوطن وفخره ، إخلاص وتقوى وصلاح وأخلاق وجديّة والتزام واحترام وبرّ للوالدين ، وتعلّق بالقرآن الكريم وببيوت الله ، وكذلك اهتمام وتفوّق دراسي – فبحسب علمي المتواضع – كثير من الذين أعرفهم من الشباب ممّن أنعم الله عليهم بحفظ القرآن الكريم كاملاً هم من المتفوقين والبارزين في مدارسهم أو جامعاتهم أو أعمالهم ، وعموم حياتهم .

كل الشكر والامتنان للمقام السامي على رعايته الكريمة لاحتفال تاج الوقار ، والشكر لجمعية الإصلاح والقائمين على واحاتها القرآنية ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في مشروعهم الطموح ، تخريج (1000) حافظ للقرآن الكريم كاملاً .

سانحة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من حَفِظ القرآن وتعلَّم وعَمِل به أُلبَس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ، ضوؤه مثل ضـوء الشمس ، ويكسى والداه حلّتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان : بم كُسِينا هذا ؟ فيُقال : بأخذ ولدكما القرآن “. اللهم بارك لنا في أبنائنا وتفضّل عليهم بحفظ كتابك الكريم ، وبلّغنا وألبسنا ببرّهم لنا تاج الوقار يوم القيامة .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s