راصد

الاتفاق .. مسرحية جديدة

انتهت مسرحية وبدأت فصول مسرحية أخرى ، هو أبسط تعبير يمكن أن يقال عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مساء الخميس الماضي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني . حيث أسدل هذا الاتفاق الستار على حقبة تعدت العقد من الزمان ، تبادل فيها الطرفان الاتهامات وتصاعدت نبرات التهديدات ، وانشغل الشرق الأوسط برمته بتفاصيل ما أسموه العداء الأمريكي والإيراني حتى توقع الجميع أن حربا عالمية قد تقع بين الطرفين ، يحرق خلالها الأخضر واليابس ، تذهب فيها مقدرات وثروات ، وصدّق الكثيرون أثناء ذلك الملالي القابعين في طهران ممن يصفون الأمريكان في أدبياتهم وخطبهم بالشيطان الأكبر ويتوعدون شيطانه الأصغر (دولة الكيان الصهيوني ) بالحرق أو الرمي في البحر ؛ قبل أن يكتشفوا أن هذا العداء إنما هو  مسرحية أبدع مخرجو فصولها في إخفاء حقيقة تحالف وثيق بين الطرفين ، تحالف رصين وغادر أعاد رسم – أو قُل هدم المنطقة – ونشر وتصدير مذهب وفكر هؤلاء الملالي ليبتلع في غفلة من المنشغلين بأعداء وهميين أربع عواصم عربية كانت فيما مضى من الزمان حواضر وقلاعاً متينة لأهل السنة والجماعة ، فإذا بها تتحول في ظلال مسرحية إخفاء التحالف الغادر مراكز للامبراطورية الجديدة في الشرق الأوسط  ، ما استدعى معه إنهاء المسرحية بعد أن حققت أرباحها للطرفين واستمتع الآخرون ب ( الفرجه ) وقضوا أوقاتا ممتعة ومفعمة بالمرح واللهو.

ولم يكن لتلك المسرحية أن تنتهي إلاببديل جديد ، هو عبارة عن مسرحية وملهاة أخرى اختاروا أن يطلقوا عليها الاتفاق النووي بينهما ، والذي من يقرأ بنوده المعلنة سيكتشف بكل بساطة وسهولة أن شيئا ما غير تلك البنود قد تم إخفائه ، وأنه يصعب التصديق أن كل هذا الترحيب الإيراني الرسمي والاحتفال الإيراني الشعبي الصاخب إنما هو بسبب اتفاق يفكك منشآت نووية إيرانية ويمنع تخصيب اليورانيوم ويفرض برنامج رقابة دولية صارمة على جميع مكونات برنامجها النووي وما سيتبقى من منشآتها !! وفوق ذلك تعهد إيراني بعدم القيام بأي نشاط نووي جديد لمدة خمسة عشر عاما أحسب أنها قد تكون فترة كافية لاستمرار سقوط ماتبقى من عواصم عربية لم تشملها فصول المسرحية السابقة . ولعل ذلك هو سر الفرحة الإيرانية العارمة باتفاق يحجّم في العلن قدراتهم النووية ويفكك منشآتهم  ويقلص أنشطتهم في هذا المجال بينما سيوسع في السر هيمنة امبراطوريتهم ويمد من نفوذها ويشبع استحواذها .

سانحة :

أشكر الإخوة في إدارة العلاقات العامة بوزارة الصحة على ردهم الكريم المنشور يوم الجمعة الماضية بشأن مطالبتي في عمودي المتواضع بتوفير ممرضين وممرضات في جميع المدارس . ونأمل ألاّ يبدأ العام الدراسي الجديد إلا وقد تحقق ذلك .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s