كلّما تم الإعلان عن زيادة رواتب أو منْح (بونس) للموظفين في الدول المجاورة ؛ ضجّت بهذا الإعلان وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح حديث ( القروبات ) كلها وموضوعها الرئيسي ، بل ويجري تكراره فيها بقصد ومن دون قصد ، ثم ( هات ) تعليقات متنوّعة ومقارنات متعددة ، كثيرة لكنها تعبر في النهاية عن حماس وتطلّعات لأن ينالهم شيئاً منها ، مماثلاً أو قريباً منها . وآخر تلك الأخبار المفرحة التي جرى تناقلها بغبطة شديدة هو منح موظفي مؤسسة جسر الملك فهد مكافأة راتب شهرين .
وواقع الأمر أن السؤال الذي يراود الكثيرين يتعلق بكون الأزمة الاقتصادية أو أزمة انخفاض أسعار النفط ؛ هل هي خاصة بالبحرين فقط بينما الدول المجاورة لم تتضرّر ولذلك زيادات نسِب الرواتب أو منحهم مكافآت ( البونس ) لم تتوقف ، وهم على ذلك ونحن على ذلك منذ سنوات !!
على أن مشكلة الأزمات الاقتصادية لايأتي تأثيرها إلاّ على ما يتعلق بتحقيق مكاسب للمواطنين ، خاصة زيادة رواتبهم كموظفين ومتقاعدين ، وهم فقط الذي يجري الاعتذار لهم في كل مرّة بقصر ذات اليد ، وهم من يُطلب منهم شدّ الحزام وترشيد الإنفاق ، وهم من يستوجب عليهم تحمّل سائر تداعياتها – أزمة انخفاض أسعار النفط – بينما أوجه الترف والبذخ ، سواء في البطولات أو المهرجانات أو المسابقات أو الاحتفالات أو مثلها ، لاتتغير ، ولاتتتبدّل ، وكأن شعارها ( الله لايغيّر علينا ) مع أنه بوقف أو اختصار هذا الصرف والسَرَف يمكن توفير مبالغ كبيرة لمشروعات وبنود تعود بنفع وفوائد تسهم في تعديل سويّة معيشة المواطنين وحلحلة الجامد من شؤونهم ممن يُرفع أمام أي مطالبات تتعلق بتحسين مستواهم المعيشي شعار ( التقشف وترشيد الإنفاق ) بينما هذا الشعار ينبغي رفعه لغيرهم ، رفعه أمام أنشطة وفعاليات أخرى ليس المكان مكانها ، ولا الزمان زمانها ، مثل تلك التي تتعلق بالثقافة ؛ أقصد الثقافة بمفهومها المسْخ الذي تعرفونه في هذه الأيام والمواسم .
سانحة :
شيئان يُحددان من أنت : صبْرك عندما لاتملك شيئاً . وأسلوبك عندما تملك كل شيء .