تتداخل موضوعات الشباب والجهات المسؤولة عنها بالنظر إلى أننا كثيراً مانصفهم بأنهم عدّة المستقبل وذخر الوطن وما إلى ذلك من تسميات تعبّر في حقيقتها عن مقدار الأمل والطموح الذي نرتجيه لهم وللوطن من تنمية وازدهار واستقرار فيكون – تبعاً لذلك – الجميع مسؤولون عنهم . وواقع الأمر أنه لأسباب ما أصبحت الأندية هي المحاضن الرئيسة للنشء والشباب ، وتعلّقت بهم مسؤوليات النهوض بقدراتهم وتنميتها وتطوير إمكانياتهم ، وصقل مواهبهم ورعايتها ، هكذا كان المفترض لولا أن غالب جهود الأندية قد تركزت في النواحي الرياضية وأهملت – أو كادت – أية نواحي أخرى لاتقلّ أهمية عن الجانب الرياضي ، ونتمنى أن يُعاد النظر في إيلائها شيئاً من الاهتمام .
إن الكلام عن دعم الأندية والدفع بها نحو تحقيق أهداف وغايات رعاية هذه الفئة الواسعة من أبناء الوطن ؛ ليس من قبيل ترَف الكلام ، إنما الموضوع هو أبعد من ذلك بكثير ، لأن الشباب هم كما الكأس الفارغة التي تنتظر من يملأها . وهذا هو المنطلق الذي يجب على الدولة أن تأخذ به عند الحديث عن ميزانيات مخصصة للشباب والأندية ومبانيها والتوسّع فيها خاصة مع وجود مخاطر أخرى ربما تتسابق من أجل ملء فراغ هذه الكؤوس .
وفي ظل ضعف الميزانيات المخصصة للأندية مع زيادة طموحات القائمين عليها ؛ جرى التوجه نحو فتح مجالات الاستثمار في الأراضي التابعة لهذه الأندية حتى تستطيع زيادة مداخيلها وبالتالي تغطية تنفيذ مشروعاتها وخططها ، وهذه الأندية معذورة ، ولاغضاضة في ذلك طالما أنها لم تعد تستطيع أن توازن بين المتوفر والطموح .
غير أن الخوف – كل الخوف – هو أن يطغى هذا التوجه الاستثماري على أنشطة وجهد إدارات الأندية فنكتشف فيما بعد أنها قد تحوّلت إلى أندية تجارية ، انشغلت مجالس إداراتها بإدارة الاستثمار وملاحقة تحصيل الإيجارات ومتابعة الأرباح أو الخسائر ، وقلّ بالتالي اهتمامها بالشأن الشبابي والرياضي في أنديتها. فانحسرت عنها أنشطة كانت بارعة وبارزة فيها ، ولربما خسرت بطولات كانت شبه حكر عليها.
سانحة :
فيما مضى من الأيام الجميلة ؛ كانت الروح التطوعية التي تعمل بدون مقابل ، في الفعاليات والأنشطة هي أكبر أسباب نجاحها بالنظر إلى الحماس والإخلاص الذي كان لايرتجي من الجهد أي عائد سوى خدمة وطنه .