راصد

هديّة الـ (420) كيلومتر مربع

سانحة :

لاقت الزيارة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر لجامع الفاروق بالأسبوع الماضي وحرصه البالغ على متابعة حلّ مشكلة المصلين والأهالي هناك بنفسه ؛ صدى طيباً كما هو شأن جميع زياراته ومتابعاته اللصيقة بأحوال المواطنين . والواقع أن سموّ الرئيس – كما يحلو لأستاذنا الصحفي الكبير حافظ الشيخ صالح تسميته بذلك – يعيش بين الناس ويعيشون معه ليس بسبب معرفته بهم وقربه منهم فحسب وإنما أيضاً لقرب رجالاته ومسؤولي ديوانه وتواصلهم مع الناس وتتبعهم لأحوالهم ومشكلاتهم ، فلهم التحية والشكر .

الأمن الغذائي :

غطّت مناقشة تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية في جلسة الأسبوع الماضي بمجلس النواب ومادار فيها من تعليقات مطوّلة حول أوجه فساد وهدر جاءت في التقرير المذكور وصارت حديث الناس ومحلاً لزيادة إحباطاتهم حول إضاعة المال العام على نحو لايمتّ بصلة للأولويات التي ينتظرها الناس من أجل المساهمة بها في تعديل سويّة معيشتهم وحلحلة عدد من قضاياهم واحتياجاتهم في هذا الشأن ؛ غطّت تلك المناقشات على موضوع آخر تم التطرّق إليه في ذات الجلسة ولم يُعبأ به أو يُعطى ما يستحقه من الاهتمام والأضواء رغم أنه يحمل في طيّاته جانباً حيوياً نحن في غاية الحاجة إليه ، الموضوع الذي أعنيه هو السؤال البرلماني الذي وجّهه – مشكوراً – سعادة النائب جمال بوحسن إلى سعادة وزير الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني ، ويتعلق باستراتيجية الأمن الغذائي ومكوّنات خطته الأساسية ومصادرها ، والأهم هو مدى توفر الاحتياطي الغذائي لمواجهة أي ظروف طارئة .

الإجابة – حسب تعليق النائب – بينت أنه لايوجد احتياطي غذائي ، بمعنى أنه موضوع مؤجل أو ليس في وارد الأولويات ، مع أن هذا النوع من الأمن تعمل مختلف الدول على إيلائه مايستحقه من اهتمام يتناسب مع استعداداتها لأي ظروف ليست في الحسبان ، سواء كوارث طبيعية أو أزمات حروب أو انتكاسات اقتصادية أو ماشابه ذلك . ولعل البحرين هي في أمسّ الحاجة لأن يتوفر فيها هذا المخزون الاحتياطي ؛ فهي قد تخلّصت – أو كادت – من الرقعة الزراعية التي كانت مشهورة بها فيما مضى من الزمان وكانت تُسمى ( بلد المليون نخلة ) ثم غارت منها مياه العيون وانتهت تقريباً الآبار الارتوازية ، ناهيك عن عمليات الدفان التي أثرت بشكل كبير على الثروة السمكية ، وأصبحنا تبعاً لذلك غالب مأكولاتنا وأطعمتنا يجري استيرادها من الخارج . ثم الأدهى من ذلك أن منطقة الخليج شهدت حروباً كبرى مثل الحرب العراقية الإيرانية وحرب غزو الكويت وتحريرها ، ومنطقتنا الآن محاطة بتوترات وتهديدات أمنية إقليمية – ربما – غير مسبوقة ، تصبح معها مسألة توفير الاحتياطي الغذائي أمراً أساسياً مفروغاً منه لولا أن واقع الحال يقول بعدم وجود مايوحي بتوفره .

على أن سؤال سعادة النائب بوخالد تطرق إلى جانب آخر أيضاً يتعلق بالأرض الزراعية الكبيرة الممنوحة للبحرين من الحكومة السودانية ؛ وهي أرض تصل مساحتها إلى (420) كيلومتر مربع ، ولكم أن تتصوّروا هذا الحجم الكبير ، وتتصوروا معها حجم الاستفادة التي يمكن أن تتحقق للبحرين- التي مساحتها تقارب (765) كيلومتر مربع –  جراء استغلال هذه الأرض ربما حتى في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الاحتياجات الزراعية والثروة الحيوانية خاصة أن الأراضي السودانية فائقة الخصوبة ، بل ويُطلق عليها ( سلّة غذاء العالم ) .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s