يوم أمس الأول نشرت إحدى صحفنا المحلية تقريراً صحفياً عن الحالة السيئة لأحد أهم المجمعات بمدينة المحرق العريقة ، وهو مجمع (208) حيث تنازع القِدَم والبلى منازله وبيوتاته ، وتوزعت – أو كادت – بين آيلة للسقوط أو قريبة من الخرائب تئنّ من نسيانها والغفلة عن تطويرها ، وقبل ذلك المحافظة على بقاء أهلها فيها . ليس أهل هذا المجمع فحسب وإنما ماجاوره من ( فرجان ) وأحياء كانت أشهر من نار على علَم ، وكانت سجلاً على الماضي من رجالات المحرق  وشاهداً لشخصياتها ومآثرهم .

وكانت هذه ( الفرجان ) بيوتـات عــوائــل معروفــة ، هي ملفى النــاس ومحــالهم ومــلاذ تجمعاتهم ، وفيها نواخذتهم ووجهائهم . ولازال الأحياء من الآباء والأجداد – أطال الله في أعمارهم – يتذكرون سواحل هذه المناطق و” أسيافها ” و”عرشانها” و” دواعيسها ” و” درايشها ” و ” بوادقيرها ”  . ولايمكنهم أن ينسون حياتهم الماضية البسيطة و( الجميلة ) وتواصلهم داخل أروقتها بصورة تدعو لأن يُتحسّر عليها الآن . وتزداد هذه الحسرة بالنظر إلى ما آلت إليه هذه ( الفرجان ) وبيوتاتهم إذ صارت خرائب أو كالعنابر أو ” خان ” للعمال الآسيويين .

أسماء (فرجــان ) المحـرّق مثـــل ” البنعــلي ” و” المــرّي” و” الصــــاغة ” و” العمــامــرة ” و” ستيشن ” و” بن هندي ” و” الغاوي ” و ” العمّال” و “البوخميس ” و” لقمره ” و” بن غتم ” و” بن مطر ” وغيرها ،  وكذلك ” عين ســــمادو ” التي كانت عين مياه يلجأ إليها الأهالي لغسيل ثيابهم و( ماعينهم ) قبل أن تندثر لكن بقي اسمها مستخدماً حتى يومنا الحاضر ، ومكانها فيما أعتقد في ” فريج البنعلي ” وبالضبط بالقرب من مدرسة أبي فراس الحمداني ، وهو يضمّه المجمع (208) الذي تم النشر عنه يوم أمس الأول .

إن هذه المناطق بحاجة إلى نظرة خاصة ومشروع تجديد حضري يحافظ على ماتبقى من آثار وتراث ، يحفظ هوية أهل المحرق التي من يدخل الآن في هذه ( الفرجان) قد يُصاب بالصدمة الكبيرة إزاء هويتها الحالية .

سانحة :

من الأوصاف المعبرة عما آلت إليه هذه المناطق الهامة من المحرق هو ما قاله ذات مرّة أحد رجال الأعمال المحرقيين : ” المحرق أطرافها حديثة وأحشاؤها خراب “.