حماية الوطن ومكتسباته مسؤولية يتشارك الجميع في حمْلها والقيام بواجباتها انطلاقاً مما يمليه عليه حبّه لوطنه والعرفان لانتمائه إليه . وهذا الواجب يقوم به كل مواطن من موقعه ، أيا كان هذا الموقع ، في العمل أو في الجامعة أو في المدرسة أو في البيت أو … إلخ . هذا هو الشعور الطبيعي الذي تُبنى به الأوطان وتُصان عندما يشعرون بمسؤولياتهم التكاملية تجاهه ولا يتبرأون أو يتجاهلون أو يقولون بعدم اختصاصهم أمام أي شأن من شؤون وطنهم ، مهما صغُرأو كبُر.
ولكن ، بالإضافة إلى ذلك ؛ هنالك بعض مسؤوليات في مواقع عمل معينة يُناط بها كمّ كبير ، وحمْل ثقيل في توفير الحماية اللازمة والاستقرار المطلوب للوطن ، وتكون هذه المسؤوليات بمثابة حائط الصّد الأول تجاه أية أخطار حقيقية أو محتملة خاصة تلك الأمور المتعلقة بتوفير الأمن والأمان والاطمئنان.
وهنا فإن كل الشكر والتقدير نسديه لموظفي الجمارك والجوازات الذين يتولون جانباً كبيراً في مجال الأمن ربما نغفل عنه أو لانعطيه أو نوليه من الأهمية مايستحق ، فهم العيون الساهرة على مدار الساعة على جميع منافذ البلد ، الجوية والبرية والبحرية ، يبذلون جهوداً مخلصة من أجل ألا يحدث أي اختراق لهذه المنافذ ، هم الذين يتصدّون لسائر عمليات التهريب ويكتشفونها ، سواء كانت أشخاص ممنوعين أو متفجرات وأسلحة أو مخدرات أو ماسوى ذلك مما نسأل المولى عز وجل أن يجنّب وطننا الحبيب شرورها .
وبالنظر إلى أهمية وحساسية وخطورة العمل في المنافذ فإنه يستوجب أن يكون موظفيها محل اهتمام وعناية فائقة تتناسب مع المهام والمسؤوليات المنوطة بهم من حيث التدريب والتأهيل ، وأن يجري تكريمهم دائماً عند ضبطهم أية أخطار، بل وتمييزهم وفق كادر وظيفي يختلف في درجاته وامتيازاته عن بقية الوظائف بحيث أننا نكفيهم ونمنعهم من أن يضعفوا إمام إغراءات الترغيب أو الترهيب ، وهي أمور واردة الحصول في مثل هذه المجالات .
البحرين – وكل دول المنطقة – اليوم تتعرض لأخطار ليست خافية ، يتربص بها الأعداء ، يتحيّنون الفرص تلو الفرص لاختراقها والإساءة إليها . وأحسب أن المنافذ والمطارات والموانيء هي خطوط دفاع أمامية ووسائل صدّ ووقاية أولية لابد وأن نعطيها اهتماماً مضاعفاً في ظل الأوضاع الراهنة . اللهم احفظ البحرين وسائر دول مجلس التعاون الخليجي من كل سوء .