راصد

داعش والمواعيد المريبة !!

داعش ؛ مولود ظهر إلى الدنيا في ظروف غامضة ، ولاتزال شواهد الريبة تحيط به ، وتم الكتابة في نشأته أو دواعي إنشائه وعلاقاته الكثير الكثير ، سواء في الشرق أو الغرب ، مما أعتقد أنه في يوم ما سيتكشف للعالم المزيد حوله بكلّ جلاء ، وبما قد يبين أنه منتج تم صناعته بليْل لتحقيق أهداف معينة ، لعلها باتت تتضح الآن شيئاً فشيئاً في العراق بعدما كان المراقبون ينظرون إليها ويرصدونها بتردد في سوريا حيث كانت داعش هناك على موعد شبه دائم للتدخل في المدن السورية التي على وشك أن تتحرّر من قبضة النظام السوري وتتخلّص من جنوده وسيطرته ؛ فإذا بـ ( الداعشيين ) يستولون على تلك المدن ويؤخروا سقوطها ، ويفتحوا جبهات ومعارك مع الجماعات التي كانت تقاتل النظام السوري!

كانت المواعيد ( الذكيّة ) المريبة للدواعش ، والتي كانت تمثل مايشبه خيط إنقاذ للنظام السوري من السقوط مثار استغراب هناك ، خاصة بالنظر إلى أنها حركة كانت غير معروفة ضمن فصائل وجماعات المعارضة والثوار السوريين . وليس معروفاً حجم قوّتهم – داعش – ومصادر تسليحهم وتمويلهم وما إلى ذلك من أسباب تثير علامات استفهام واسعة بشأن تضخيمها وتحويلها إلى – على الأقل في وسائل الإعلام – جيشاً عرمرماً وقوّة عظمى لاتُقهر ، تنادت دول العالم وتحالفت لأجل مقاومته ووقف ( زحفه ) .

ولم يقف الأمر عند حدود المواعيد ( الذكية ) المريبة وإنما تصدّر هذا التنظيم المجهول والغامض المشهد الإرهابي في العالم  ، فصار داعش على رأس هذا المشهد ، وصار اسمه كما الرديف الجاهز لمصطلح الإرهاب أينما ذُكِر رغم أن أحزاباً وفيالق وميليشيات أخرى تمارس الذبح والفتك بصورة قد تكون أشدّ وأفظع من هؤلاء الدواعش لكنهم ليسوا على قوائم الإرهاب ولايجري الإشارة لهم كإرهابيين فضلاً عن أنه لا أحد يحاربهم ويلاحقهم ويتحالف ضدهم .

بل إن السوء قد تجاوز حالة المواعيد المريبة عند داعش ليتحوّل إلى صورة سيئة ومقيتة ضد الإسلام وتشويه رحابته وسماحته ، وذلك بأن يقدّم الدواعش بضع عمليات إعدام لاتنقصها الفضاضة والوحشية يجري تصويرها على طريقة أفلام هوليوود السينمائية ثم تُنشر بطريقة لاتخلو من حيلة الإساءة المقصودة للإسلام من خلالهم .

الآن ؛ المواعيد الغريبة والمريبة في العراق صارت – باختصار – تسير وفق سيناريو محدد ، يدخل تنظيم داعش الحواضر والمدن الثائرة ،  ذات الكثافة السنية وليس غيرها ، فينسحب منها الجيش العراقي والقوات الأمنية بطريقة توحي بأنها عملية هروب بينما هي أقرب إلى تسليم تلك المدن بلاقتال ، ثم يسدّد التحالف قصفه على هذه المدن ليدخل بعدها مايُسمى بالحشد الشعبي ( وهي ميليشيات وفيالق طائفية )، في الأثناء يخرج الدواعش بأقل الخسائر ليبقى الحشد الشعبي يرتكب ماشاء له من مذابح إبادة وتهجير بحق الأهالي الذين هم من أهل السنة والجماعة . ومن المرجح أن هذا السيناريو سيكون بكل وضوح في مدينة الرمادي التي دخلها تنظيم داعش الآن بصورة جعلت من الصحيفة الأمريكية الإلكترونية ( ديلي بيست ) تكتب مقالة تحت عنوان ” لماذ تترك بغداد المدن تلو المدن ” لخصت فيها سياسة حكومة بغداد الطائفية كالتالي : سلموا حواضر ومدن السنة لداعش لكي يدمرها التحالف .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s