راصد

ملاعب الكريكيت .. والعوائد غير المباشرة

 

يُقال أنها لعبة عريقة ، لها نشأة وتاريخ يٌعتدّ به ، ويلعبها ويتابعها مئات الآلاف من البشر من مختلف أنحاء العالم ، صحيح أننا هنا في البحرين نشاهد لاعبيها في مواقع معينة ، مثل مواقف سيارات عامة أو ساحات خالية ، خاصة في ساعات الصباح الأولى ، فنستهجنها في بعض الأحيان أولا نعطيها كثير اهتمام باعتبار أن الرياضة التي نعرفها لاعلاقة لها بهذه اللعبة ، والإنسان عدو ما يجهل . لكن ذلك لاينفي وجودها وعراقتها حتى وإن لم تكن لنا علاقة بها .

هي رياضة – بحسب تعريف الموسوعات المعرفية – من أعرق الرياضات الإنكليزية ،  نشأت في القرن السادس عشر في أثناء حكم تيودور، على أيدي أطفال المزارعين في منطقة (ويلد ) الواقعة بين (كنت ) و(سوسكس ) خلال العصور الوسطى، ثم امتدت في ما بعد إلى نظرائهم البالغين. وهي عبارةعن رياضة جماعية يلعبها فريقان، فيهم أحد عشر لاعباً لكل فريق – مثل كرة القدم – تُضرب فيها كرة بحجم قبضة اليد من قبل لاعب يدعى (رامي الكرة ) أما اللاعب الخصم الذي يُدعى (رجل المضرب ) فيحاول صدّ الكرة باستخدام مضرب نحيف شبيه بالمجداف. يتركّز الانتباه أساسا حول علامتين تشكلان الأهداف تدعيان (ويكيت ) وهما مجموعة من ثلاثة عصي متصلة تسمى جذوع الكريكيت، يحاول رامي الكرة إصابتها لكي يوقع قطعتان خشبيتان اثنتان مثبتتان على الجذوع ويدعيان (كفالات الكريكيت) .

أما ملعب الكريكيت فتتفاوت أبعاده من مكان لآخر، إلا أن الأبعاد الشائعة هي (137م) للعرض و(150م) للطول. وتبلغ المسافة بين المرميين (20,12م) في وسط الساحة، حيث يكونان متوازيين ومتقابلين. ويبلغ عرض كل مرمى (22,9سم) وتسمى المسافة بينهما بمسافة الرمي. وتكون الجذوع قريبة بعضها من بعض حتى لاتتمكن الكرة من المرور بين أي اثنين منها. أما ارتفاع الجذوع فيبلغ (71,1سم) يبلغ طول كل عصا (11,1سم). وتستقر العصوان في أخاديد على قمة الجذوع ولا ترتفعان أكثر من (13مم) فوق الجذوع.

لهذه اللعبة تفاصيل كثيرة يستطيع الراغبون في التعرف عليها الرجوع إلى معاجم وموسوعات كثيرة ، ستثري بدون شك معلوماتهم عنها وتجعلهم مستعدين لتقبّل فكرة وجودها أو اعتبارها لعبة شائعة في البحرين تلقى اهتماماً كبيراً إلى درجة تخصيص ميزانية بملايين الدنانير لإنشاء ملاعب خاصة بها ، بلعبة الكريكيت رغم وجود حاجات أهم لاستخدام هذه الملايين لإنشاء وتطوير – مثلاً – أندية رياضية ومراكز شبابية أو ملاعب لألعاب معروفة وعليها إقبال من الناشئة والشباب مثل : القدم والطائرة والسلّة وماشابهها من ألعاب تحتاج إلى دعم – ربما – ليس في مستوى ملايين الكريكيت ، لكننا دائماً هناك ( شي مانشوفه ) . والأولى بدل ( التحلطم ) أن نبدأ في تعلّم هذه اللعبة والتعرّف عليها أكثر فأكثر حتى لو استدعى تضمينها في مناهج أبنائنا الدراسية لكي لانتفاجأ في المستقبل بانتشارها . فمن يدري ؛ فلعلّ هذه اللعبة بعد صرف هذه الملايين على إنشاء ملاعبها سوف تدرّ علينا أرباحاً بأضعافها من الملايين مثلها في ذلك مثل ( الفورمولا ) التي لاتزال – حسبما يُقال – تعطينا سنوياً مئات الملايين من العوائد التي يسمونها ( عوائد غير مباشرة ) وهي تعني أنك تسمع عنها ولاتلمسها أو هي كالسراب الذي كلّما اقتربت منه لاتراه . أو من يدري ؛ لعل ملاعب الكريكيت تكون مثل حفلاتنا ومهرجاناتنا المسمى بـ ( الثقافية ) حيث يجري استقطاب الفنانين والمغنين والراقصين من كل صوب وحدب ويجري صرف ماترون وتسمعون عليهم لأجل ترسيخ نوع غريب من الثقافة بمسميات الانفتاح على الشعوب والحضارات ، وكذلك هي تحقق عوائد من صنف العوائد غير المباشرة . ولذلك يجب عدم الاستعجال في الحكم على ملاعب الكريكيت ، فلربما هي مورد جديد للدخل لم نتصوّره .

سانحة :

شهد هذا الأسبوع عدد من الحوادث التي نسأل الله الحفظ والسلامة ، منها حوادث سيارات أدت إلى وفيات وحادثة غرق في البحر ، ومشاجرة بين شخصين أدت إلى قتل أحدهما ، وسقوط امرأة من بناية سكنية ، لكن الحادثة الغريبة – من كل ذلك – على مجتمعنا ، هي حادثة القبض على عدد من الأشخاص لتورطهم في اختطاف أحد الأشخاص والاعتداء عليه وطلب فدية مالية لإطلاق سراحه !!

أضف تعليق