اقرأوا معي هذا التصريح :” أنها تعتبر المرة الأولى التي يتم فيها إجراء دراسة علمية لمسح المهارات التي يحتاجها سوق العمل، من خلال تصميم استبيان للمهارات ، تم تعبئته من قبل قطاعات الصناعة والأعمال ، حددت فيه تلك القطاعات بدقة المهارات التي ترغب في أن يمتلكها خريجو الجامعات عند تقدمهم إلى التوظيف لديها. و أن امتلاك الخريجين لتلك المهارات من شأنه أن يلعب دوراً بارزاً في زيادة إنتاجية سوق العمل، وبالتالي تنمية رأس المال البشري وزيادة عائد الاقتصاد الوطني “.

التصريح السابق تم نشره في صحافتنا المحلية بداية الأسبوع الحالي على لسان الدكتور الفاضل رياض يوسف حمزة الأمين العام لمجلس التعليم العالي بمناسبة تنظيم المنتدى الوطني للمهارات والتوظيف ٢٠١٥ الذي من المقرر إقامته صباح اليوم الثلاثاء ، وهو – المنتدى – يهدف إلى سدّ الفجوة بين مهارات الخريجين ومتطلبات سوق العمل .

المنتدى وأهدافه والقائمين عليه ، كلهم مقدرين وجهدهم مشكور ويستحقون الإشادة ، لكن هذا التصريح حمل مفاجأة – ربما -هي من العيار الثقيل غير المتوقع ، وذلك حينما أشار إلى أنها ( المرة الأولى )التي يتم فيها إجراء دراسة علمية لمسح المهارات التي يحتاجها سوق العمل !! حيث يعني ذلك أنه طوال السنوات أو العقود الماضية كانت العلاقة بين الطرفين قائمة على(البركة ) والتخمين أو التخبّط ، وأنه كان يجري فتح تخصصات وغلق أخرى أو توجيه بعثات ومنح في مجالات معينة دونما تخطيط لاحتياجات فعلية ومرصودة قائمة على دراسات ومسوحات . وأن هذا التصريح مؤداه أن هنالك فجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل نشأت في ظل عدم وجود هذه الدراسة المشار إليها في التصريح السابق الذي نكن لصاحبه كل التقدير والاحترام ، وهواحترام لايمنعنا من إبداء الحيرة والاستغراب حول كثرة من التصريحات والتقارير الإعلامية السابقة التي كانت تتحدث طوال السنوات الماضية عن تلبية احتياجات سوق العمل والتماشي مع متطلباته وتطلعاته فيما يجري الآن الكشف أن كل الكلام السابق إنما كان قائما على التوقع و( الحظ ) وليس له أي علاقة بدراسات وقياسات بحثية وميدانية هي الفيصل الدقيق في تحديد مثل هذه الأمور في المجتمعات المتقدمة .

سانحة :

الكلام عن رفع الدعم عن اللحوم ، مجرّد الكلام وليس التطبيق ؛ أدّى إلى شحّ و –ربما – اختفاء اللحوم والدجاج .. ياترى : كيف سيكون الأمر بعد التطبيق ؟!