مجرّد تغريدة في العالم الافتراضي (تويتر) مساء أحد أيام نهاية الأسبوع الماضي ، قيل إنها من ( دواعش ) يتهددون ويتوعدون بأعمال إرهابية في البحرين ؛ قامت الدنيا – مثلما يقولون – عندنا ولم تقعد ، وزارة الداخلية أعلنت – مشكورة – تعاملها الجدّي مع هذه التغريدة ، شأنها شأن أية أخطار وتهديدات يكون من صميم واجباتها ومسؤولياتها أن تتعامل معها بما يحفظ أمن الوطن واستقراره ويكفل سلامة المواطنين والمقيمين وأرواحهم . وليست إجراءات وزارة الداخلية بشأن هذه التغريدة هي موضوعي اليوم لأنها إجراءات طبيعية ومفترضة أصلاً ، لاسيما في هذا الوقت الذي باتت فيه المنطقة برمّتها على صفيح ساخن لا أحد يعلم مداه ومنتهاه .
إنما هذه التغريدة نشأ عنها ( فزعه ) وحالة استنفار عند البعض تم تتويجها بإيجاد مايشبه (لجان شعبية) لحماية مساجد وجوامع وتفتيش المصلين وما شابه ذلك ، ودعوات للاحتشاد في المساجد ، وصاحبها بيانات وكتابات وأقلام تستنكر وتهاجم وتندد و… إلخ ، سواء في حسابات وشبكات وصحف وسائر المواقع الإعلامية لهذا البعض . وإحدى صحفهم استمرّت ( فزعتهم ) لأيام تندّد وتحذّر مما أسمتهم بـ ( دواعش البحرين ) وراح بعضهم يطلق تهم الانتماء لهم ، يمنة ويسرة أشبه بحالة تحريض محمومة .
ولامانع من هذه ( الفزعة ) والقلق رغم أن الحماية والتدابير الأمنية هي من مهمات أجهزة وزارة الداخلية التي ينبغي ألاّ يشاركها أحد في هذه المهمة ، كما أني لا أقلّل من شأن هذه التغريدة والأخطار التي قد تترتب عليها رغم أنها مجرّد تغريدة لايمكن مقارنتها بما تم الإعلان عنه في منتصف هذا الأسبوع من اكتشاف مخطط إرهابي والقبض على أفراد في تنظيم إرهابي وفي حوزتهم أسلحة ومتفجرات كانوا يشكلون تهديداً حقيقياً ، وكان يُفترض أن يلقى هذا التهديد ذات ( فزعة ) البعض من دعوات وكتابات الاستنكار والتنديد والتحريض أو حتى جزء منها ، على اعتبار أن الخطر الإرهابي الناشيء عن الحالتين واحد ، واحد لايقبل القسمة على اثنين حتى لو كان أحدهما في العالم الافتراضي والآخر في العالم الواقعي ..اللهم احفظ وطننا وخليجنا وأمتنا من خطر الحوالش والدواعش .
سانحة :
يُقال : إذا أردت أن تختبر المصداقية ؛ فماعليك إلاّ أن تختار مبدأ معيناً وتراقب مدى تطبيقه في عدة مواقف وقضايا متشابهة يستلزم لإثبات المصداقية وتجاوز امتحانها بنجاح الصمود على ذات المبدأ .