( رقيص ) هي تسمية في اللهجة اليمنية الدارجة تُطلق على الصندل أو الشبشب أو الحذاء ، في الخلاصة تُطلق على كل ماتنتعله القدمان ، ويُقال في سبب تسميته بذلك أنه ربما لأنه يتراقص أثناء المشي ! وأما العراسي فهي الناشطة والصحفية اليمنية الشجاعة ذكرى العراسي من مواليد محافظة عدن عام 1980 وحاصلة على شهادة إعلام وصحافة من معهد الصحافة البريطانية وتعمل مراسلة لصحيفة نييورك تايمز الأمريكية .
وكانت السيدة العراسي تعمل كناشطة مؤيدة للشرعية في اليمن وتمارس مهنتها الصحفية والحقوقية من دون أن يكون لديها شهرة أو لايعرفها إلاّ العاملين معها في مجالها . غير أنه في مساء يوم الخميس الماضي ذاع صيتها وطار باسمها الركبان ، وتصدّر فعلها شاشات الفضائيات و( مانشيتات ) الصحف ووكالات الأنباء حينما أقدمت – بكل جرأة وغضب – في نادي الصحافة السويسري بمدينة جنيف على ضرب القيادي حمزة الحوثي بالحذاء ، أثناء حديثه في مؤتمر صحافي كرئيس للوفد الحوثي المفاوض هناك احتجاجاً على افتراءاته واعتراضاً على أعماله. وكان هذا الفعل موجعاً لهذا الرمز الحوثي ، خاصة وأنه كان يُبث على الهواء مباشرة ، وحظي أيضاً بتصفيق من بعض الحضور ناهيك عن أن الضرب بالحذاء يُعتبر من أقسى أنواع الإهانة لمن يتلقاها.
وما أن انتشر خبر هذه الصفعة المهينة ، وأصبحت حديث العالم عموماً واليمن خصوصاً حتى تم إدخال حذاء ( رقيص ) ذكرى العراسي في المزاد العلني وتجاوز سعره خلال بضع ساعات فقط حاجز المليون ريال سعودي .
و( رقيص ) العراسي جعل الكثيرون يستذكرون بكل فخر واعتزاز حذاء ( قندرة – باللهجة العراقية ) منتظر ويستعيدون الحادثة الشهيرة التي حصلت في أواخر عام 2008 حينما رشق الصحفي العراقي منتظر الزيدي بفردتي حذائه الرئيس الأمريكي بوش أثناء حديثه عن الحرية والديمقراطية التي جاء بها الأمريكان إلى العراق ، فكانت ( قندرة ) منتظر أفضل تعبير وتقدير لما جاؤوا به من خراب ودمار للعراق ، وأبلغ رد على كذبة الحرية والديمقراطية الأمريكية وكذلك أنسب وداع لبوش الذي غادر البيت الأبيض غير مأسوفاً عليه .
سانحة :
على مايبدوا ، ومع تكاثر حوادث الضرب بالحذاء ؛ بات واضحاً أن الحذاء بتسمياته المتعددة ، الواحدة في مقاصدها ستصبح أداة تعبير جديدة سيتزايد استخدامها أمام كثرة من حالات التلفيق والكذب والخيانة والتمثيل والسقوط والفشل وماشابه ذلك من مفردات هي مدعاة للغضب والإحباط وتستأهل رداًّ مناسباً لايقلّ في بلاغته عن ( رقيص ) العراسي و( قندرة ) منتظر . لكن في كل الأحوال يجب أن يستذكر من تسوّل له نفسه القيام بمثل هذه الحوادث قول الشاعر :
قوم إذا صفعتهم بالنعال على وجوههم شكى النعالُ بأي ذنب يُضرب