لأسباب خاصة بقناعاتي حول الضعف العام لأداء فضائيتنا وشبه التزامها على مدار السنوات الماضية بتكريس هذا الضعف ، والظهور لعموم جمهورها بأنها تسير بلا خطة ولا رسالة ولا أهداف مثلما أنها بعيدة عن التطورات المذهلة في عالم الفضائيات وحجم تأثيرها أو مساهمتها في تشكيل الرأي العام وتوجيه المجتمع .
ولأنها – أيضاً – ركنت فيما تعرضه إلى القاعدة القديمة ” الجمهورعاوز كده ” فاكتفت ببعض البرامج التي لاتسير وفق نهج أو نحو نسق وهدف معين ، ومعها تلك الأخبار ( المطوّلة ) وكذلك برامج حوارية يكون بعضها لعرض وجهة نظر مدير الحوار الذي قد يتحدث أكثر من ضيوفه ! لكل تلك الأسباب ومثلها : أصبحت وأحسب أن هنالك غيري كثيرون لاتستقطبهم قناة تليفزيون البحرين ولايشاهدونها إلاّ نادراً لأنها – ربما – صارت بعيدة عن المنافسة والمقارنة .
غير أنه نتيجة إلحاح بعض القراء الكرام ممن ( انفقعت ) مرارتهم من حال بعض المسلسلات التي يعرضها تليفزيوننا خاصة في الفترة مابين أذاني المغرب والعشاء ، وهي – في رمضان المبارك – وقت ذروة تتنافس أغلب الفضائيات في تقديم أفضل مالديها خلالها ؛ شاهدت هذا الذي يتم عرضه عندنا ، فاكتشفت – للأسف الشديد – حجم ذات الإصرار على تقديم نظرة شوهاء من الأداء والقصة أو الفكرة والسيناريو لأعمال تمثيلية خالية من المضمون ، مبنية على أساس السخرية والاستهزاء ، قائمة على الخبال والاستهبال ، معتمدة على التهريج و( سرقة الضحكات ) بصورة أتمنى أن يتدخل الغيورون على سمعة الأداء الإعلامي لوقفها فيما تبقى من أيام الشهر الفضيل ومنع المزيد من التدنّي .
وكلّي أمل أن يبادر القائمون على فضائيتنا إلى إعادة صياغة رؤية ورسالة وخطة منهجية تنهض بتليفزيوننا ، وليس شرطاً أن يكون ذلك – كما جرت العادة – بالاستعانة بخبرات ومستشارين ومؤسسات غير بحرينية ، فسواعدنا الوطنية قادرة على الإبداع والإنجاز متى ماتم إحسان الاختيار والتقدير.
سانحة :
في بعض الأحيان أشاهد مقاطع تسجيلات أو أفلام قصيرة فيها من الأهداف والأداء الرائع والأفكار المبدعة ، وتكون من إعداد وإخراج وتمثيل عدد من الطاقات والمواهب الشبابية ، بعضهم متخصصين وخريجين جامعيين في هذا المجال ؛ أتساءل : لماذا لايستفيد منهم تليفزيون البحرين بدلاً من الإصرار على أن التمثيل والكوميديا لاتكون إلاّ بطريق الخبال والاستهبال !!