راصد

محمد عبدالله العيد

قلنا يوم أمس أن رجالات المحرق الذين قدّموا نماذج رائعة في العطاء والبناء في هذا الوطن العزيز ، ولهم بصمات وأفضال صارت متوارثة ؛ تصعّب على الدوام الاختيار بينهم للتكريم ، لكثرتهم وتقارب مكانتهم . غير أن الحفل الذي نظمته محافظة المحرق مساء الخميس الماضي لتكريم روّاد العمل الوطني قد ضمّ بين دفتي المكرّمين أحد الأفاضل ممن إذا رأيتهم فإن تقبيل رؤوسهم هو الفعل الطبيعي الذي يتبادر إليك فعله بداهة ووفاء وليس تكلفا ، وأدباً واحتراماً وليس مجاملة ونفاقاً ، وما أن دخل مجلس بن هندي حتى كان تقبيل رأسه هو تحية جميع من صافحه حينذاك بما فيهم الوالد الفاضل سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق .

إنه الأستاذ الجليل محمد عبدالله العيد ، مربي الأجيال ، والمعلّم الذي مامن أحد من آبائنا ومن أهل المحرّق إلاّ ويذكر الفضل لهذا المربي ، يستذكر صولاته وجولاته في سوْح التعليم ، بالذات في صفوف وميادين العطاء بين مناضد الطلبة و( سبّوراتهم ) و( دفاترهم ) في مدرسة الهداية الخليفية التي تعاقب فيها ونهل من معين الأستاذ العيد مئات ، بل ربما آلاف من الطلبة ممن بعضهم اليوم في مراكز ومناصب ووظائف لا يمكنهم أن ينسوا أو يتنكروا لذوي الفضل عليهم من أمثال أبوعبدالمنعم ، الأستاذ محمد العيد ، ولا يمكنهم أن يتطرقوا إلى حال معلمي اليوم من دون أن يستشهدوا بجيل المعلمين الروّاد ومنهم بالطبع أستاذنا محمد العيد .

 المحرقيون بالذات تسمع منهم في مجالسهم و( سوالفهم ) الكثير عن إخلاصه وضبطه وحرصه على أن يفهم درسه ويستوعبه كل الطلبة وبدون استثناء ، وبعضهم يستذكر الآن روعة شرحه وجزالة عرضه  وسهولة بيانه ومعه مقدار التعب والجهد الذي كان يبذله أبو عبدالمنعم في حصة درسه حتى أن بعضهم يقول أن العرق يتصبب منه من شدة الجهد المبذول حتى لو كان في غير فصل الصيف . وحتى حينما انتقل إلى تأدية دور آخر في مسيرة التعليم في داخل ديوان وزارة التربية والتعليم فقد اتصف بحرص على التطوير والتزام بآداب المسؤولية واحترام المدراء و المدرسين والموظفين وتعامله مع أولياء الأمور ساعده على ذلك دماثة أخلاقه وتواضعه الجم وتواصله الحميم مع الناس . وكان لايرى في المناصب التي ارتقاها إلاّ تكليفاً وليس تشريفاً ، وظل على ذلك حتى بلوغه سن التقاعد الذي لم يغير عليه من حيويته وحركته شيئاً ، ولا يمكن لم يجالسه إلا أن يراه بروح الشباب وذهن الناضجين النابغين حتى بعد مرور هذه السنوات على تقاعده ، أمده الله بالصحة والعافية .

سانحة :

 على أن للمربي الفاضل محمد عبدالله العيد أبناء أحسن تربيتهم وصاروا نماذج في الالتزام والأدب والخلق الرفيع والعطاء ، وهم ثمار يُشار إلى طيب معدنها وأصالة مربيها وعائلته .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s