ليست المواعيد الذكية والتدخل المريب هو الذي يميز فقط  داعش حيث بات المراقبون والمتابعون يربطون بوضوح بين أعمال أو جرائم الداعشيين وزمانها ومكانها ليكتشفوا مقدار الخدمة التي قدموها لتحقيق هدف لاعلاقة له بالعملية الإرهابية ذاتها . وقد انفضح أمر داعش من حيث مواعيدها الذكية من خلال – مثلاً – تدخّلها في مدن ومواقع سورية كانت قاب قوسين أو أدنى أن تسقط في أيدي المعارضة والثوار السوريين ، فيأخر داعش سقوطها وتحررها ، ثم يحارب ويقاتل الثوار ذاتهم ممن كان يُفترض أن يكون – داعش – مع صفّهم لولا أن أجندته مختلفة ، لاتتضمن إسقاط نظام الأسد .

والأمر نفسه في العراق ؛ يقتحم داعش المدن ( السنيّة ) العراقية الكبيرة فـ ( يهرب ) منها الجيش العراقي والقوات الأمنية بطريقة ( هوليودية ) ثم يدخل الحشد الشعبي ( قوات جحش ) وهي ميليشيات وفيالق شيعية ترتكب مذابح وتهجر الأهالي وسط تواري داعش عن الأنظار والمشهد .

المواعيد الذكية وحرْف بوصلة الاهتمام عن قضايا أو انتصارات أو أحداث إيجابية هي الميزة الأولى المرتبطة بجرائم داعش لكن الميزة الأخرى – التي تؤكد هوية المؤامرة ونوع هذه الصنيعة التي أصبحت كالخنجر المسموم في ظهر الأمة العربية والإسلامية – هي أن هذا التنظيم المريب صار يتمدّد ويتحرّك بسهولة ، شمالاً وجنوباً ، شرقاً وغرباً . فبعد أن كان في سوريا ظهر في العراق ، ثم في ليبيا ، ثم اليمن وأخيراً في سيناء ، ويُتوقع وصوله غزة ، من دون أي إعاقة أو مقاومة حقيقية توقف التمدد والتنقل !

أنه – داعش – يتحرّك بكل سهولة ، جنوده وآلياته ومدرعاته وأسلحته الثقيلة من مكان إلى آخر رغم أن السماء – بالذات فوق العرب – مليئة بمئات الأقمار الصناعية والاستكشافية والمخابراتية وطائرات التحالف – بطيار وبدون طيار – وكلها ومعها أجهزة الرصد تستطيع معرفة وضبط ماهو أقلّ بكثير من عدّة وعتاد داعش لولا أنها منتج تم صناعته بليْل لتحقيق أهداف وتقديم خدمات معينة ، وتركيبة جرى تفصيلها بعناية لتكون خنجراً تحرّكه قوى ربما هي من تملك فضاء تلك الأقمار والطائرات !!