نافذة الجمعة

ماوراء هذا الخطأ ( المقصود )

“الإمام علي كان أول وأعظم ضحية للتكفير والقتل في المساجد ” كان هذا عنوان مقال تم نشره هذه الأيام بإحدى صحفنا المحلية  ، جاء فيه  : ” أنه في العام 661م قُتل الإمام علي (ع) على يد عبدالرحمن بن ملجم في المسجد أثناء الصلاة ، وهكذا تم تشريع القتل في المساجد ، وهي الثقافة التي أعيد إحياؤها في عصرنا الحالي تحت راية تحمل اسم الإسلام ، مدعومة بفتاوى وتعليمات دينية منشورة في المكتبات والمدارس وفي كل مكان ” . الكاتب حاول – باستماتة – في مقاله أن يوثق تاريخياً لبداية القتل في المساجد ، ويلصقها بتدليس واضح في فئة دون غيرها ، ويقول في جزء آخر من مقاله : ” ثقافة الحاكمية والتكفير والقتل في المسجد بدأت في 661م ” .

وبعد أن بين الكاتب بداية القتل في المساجد وذكر أن هذه ثقافة أعيد إحياؤها الآن بفتاوى وتعليمات دينية منشورة في كل مكان ؛ قال في آخر مقالته : ” ومع الأسف فإن الكثير من المسلمين اختاروا النهج الذي يكفر ويسفك الدماء في المساجد “

كاتب المقال ليس من عامّة الناس الذين من الممكن قبول جهلهم وخطأ معلوماتهم ، وليس من الصحفيين والكتّاب ( العاديين ) الذين أيضاً قد تُقبل – على مضض – هفواتهم وزلاّتهم ، ولكن كاتب المقال هو رئيس تحرير هذه الصحيفة ، وهي الوظيفة التي تتحمّل مسؤولية تنفيذ سياسة الصحيفة وتضبط إيقاعات أدائها وتراقب كتاباتها وتدقق في معلوماتها وتحافظ على مصداقيتها وكذلك موضوعيتها ووظائف ومسؤوليات أخرى كثيرة يصعب – إطلاقاً – التصديق معها أن من يتبوأ هذه المسؤولية يجهل حقائق ووقائع رئيسية وفاصلة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية من مثل أن القتل في المساجد لم تكن بدايته كما ذكر في مقاله بمقتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وإنما جرى قبل ذلك قتل الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد أبولؤلؤة المجوسي في الروضة الشريفة بالمسجد النبوي .

المتوقع أن هذا الخطأ التاريخي الذي يصعب تصديق أنه غير مقصود ؛ يأتي في سياق حملات وتوجهات وكتابات محمومة هذه الأيام لنشر دعوى المظلومية ولإلصاق تهم الإرهاب والاغتيال وتفجيرات المساجد بأهل السنة والجماعة وتبرئة آخرين منها ، هذه التوجهات والكتابات التي ترصد وتكبّر جرائم وإرهاب الدواعش وإعداماتهم وتفجيراتهم في مساجد السعودية والكويت ، هي نفسها تغضّ الطرف وتأخذ سياسة ( اعمل نفسك ميت ) تجاه جرائم وإعدامات وإرهاب وتفجيرات مساجد مماثلة في سوريا والعراق يقوم بها الحوالش الذين هم ميليشيات وفيالق إرهابية معروفة لاتقل في إرهابها عن داعش !!

سانحة :

قاتل الله الطائفية التي جعلتنا نخطأ في التاريخ على نحو أن نجعل مقتل الخليفة الراشد الرابع قبل مقتل الخليفة الثاني !!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s