لاندري عدد المرّات التي قامت فيها وزارة الخارجية – مشكورة – باستدعاء القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى مملكة البحرين لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات مافتأت تخرج من القادة والساسة الإيرانيين تتضمن صريح تدخل في الشأن البحريني لم تتمكن – في واقع الأمر – تلك المذكرات الاحتجاجية من وقفها أو الحدّ منها . بل استمرّت هذه التدخلات وتنوّعت وأيضاً تطوّرت لتصل إلى حالة التهديدات العلنية . وذلك بالطبع ناهيك عن مايجري إعلانه في الجانب الأمني من علاقات تدريب وربما تسليح لعناصر في إيران موجهة لوطننا العزيز.
بالطبع الدولة هي ( الأبخس ) بمعرفة حدود وثوابت علاقاتها مع الدول ، وهناك إجراءات ومواقف لابد أن تُتخذ إزاء أي تجاوزات ومخالفات وتعدّيات وتدخلات تستحق من الدولة تدابير ضغط أو إلزام عند الحد ، أو بيان ( الامتعاض ) يُفترض – بحسب علمنا المتواضع – أن يكون لهذه المواقف والتدابير نتائج ملموسة تتمثل إن لم تكن على شكل اعتذارات تُقدّم من تلك الدول المسيئة ؛ فعلى الأقل أن تتوقف تلك التدخلات والتعدّيات .
غير أن واقع الحال مع إيران ؛ أنها لاتعترف بتلك المواقف والتدابير البحرينية ، ولاتهمّها تلك المذكرات الاحتجاجية الرسمية في شيء ، ولاتغيّر استدعاءات القائم بأعمال سفارتها من حماس القادة والساسة الإيرانيين وتطلعاتهم نحو البحرين بصورة لم يكتف فيها الوزراء وأعضاء مجلس الشورى فيها والإعلاميين بالتدخل والتصريح ضد البحرين وإنما تجاوز الموضوع كل هؤلاء لتصدر التصريحات من أعلى سلطة هناك ، وهي المرشد الأعلى السيد الخامنئي ! مما يضعنا ويضع الكثير من المتابعين أمام سؤال : وماذا بعد ؟ أي ماهي الخطوات التي تلي هذه الاستدعاءات والمذكرات الاحتجاجية ؟
لاتقف الأسئلة عند حدّ الاستفسار عن الخطوة التالية ؛ إنما يبرز استغراب كبير في أن طهران قد سحبت سفيرها من البحرين منذ أحداث عام 2011م ولازالت – أرجو أن تكون هذه المعلومة خاطئة – تقلل تمثيلها الدبلوماسي في البحرين وقصره على من هو أقلّ من سفير ، فيما سفيرنا في إيران موجود في العاصمة الإيرانية ويمارس عمله بشكل اعتيادي ، لم يُسحب ولم يُقلّل تمثيلنا الدبلوماسي ، ولو من باب تسجيل موقف احتجاجي على هذه التصريحات والتهديدات الإيرانية المشينة . أوعلى الأقل من باب تنفيذ تغريدة معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية : ” نصيحة للي يخطئ في البحرين، العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، احترموا أنفسكم نحترمكم” وذلك في معرض ردّه على التصريحات المستفزة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي .
سانحة :
اللئيم هو الذي إذا ارتفع جفا أقاربه، وأنكر معارفه، واستخفّ (بالأشراف)، وتكبّر على ذوي الفضل .