راصد

موقع بوابة البحرين .. نموذج

“سيزيد عطاءنا لمملكتنا من جوانب أخرى غير بوابة البحرين وتواجدنا الإلكتروني، مجددين الولاء والوفاء والطاعة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر ، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين” .

بهذه الكلمات المعبرة عن روح وطنية وثّابة اختتم موقع بوابة البحرين بيانه الذي أعلن فيه توقفه بعد عشر سنوات من العمل وتوديع متابعيه الذين تجاوز عددهم (200) ألف متابع في كافة وسائل التواصل الاجتماعي ، وتجاوز عدد متصفحيه مليار زائر ، وبلغ عدد مشاهدي فيديوهاته على قناة اليوتيوب ستة ملايين مشاهدة .

ومامن بحريني أو حتى خليجي إلاّ ويعرف فضل مثل هذه الطاقات الشبابية التي أدارت – بكل اقتدار – هذا الموقع ( بوابة البحرين ) وأمثاله من مواقع وحسابات استنهضت كامل همّتها وعزمها وبذلت أقصى أقصى جهدها وسخّرت كل إمكانياتها – على تواضعها – و( فزِعت ) واستجابت لنداء وطنها في محنته وأزمته في العام 2011م التي كادت أن تدمّر مكتسبات الوطن وتمسّ قيادته في أحداث أرادت أن تخطف البلد أو تحرفها عن تاريخها وهويتها ومحيطها وعمقها . فانبرت مجموعات وكوادر شبابية ارتأت من واجبها أن تقدّم ضريبة انتمائها لهذا الوطن العزيز ، وأن تدفع زكاة حبها وولائها له ، وأن تنفض عنها – أو بالأخص عن المكوّن الرئيس لهذا المجتمع – غبار الكسل والإهمال والانعزال عن مناشط وتحرّكات ومراكز ضغط ووسائل اتصال وتواصل كشفت تلك الأحداث أنهم كانوا بعيدين عنها وغير منخرطين فيها ، فسيطر عليها آخرون استغلوها أيم استغلال وخسرناها وأي خسارة .

تلك الطاقات الشبابية التي أعنيها في بوابة البحرين وأمثالها – وهم كُثُر – ممن كانوا حقاً آنذاك فرحة زمانهم ومكانهم ، ممن رفضت الانزواء وكسرت صمتها وأزاحت كسلها وخرجت عن عزلتها ، وتصدّرت أو أخذت لها مواقع متقدّمة في عالم ( الميديا ) ووسائل التواصل ، ونافست الآخرين ممن يبثون أكاذيب وفبركات وتشويهات وإشاعات ؛ باتت – تلك الطاقات الشبابية – منذ تلك الأحداث وحتى الآن مصدر فخر ، لايمكن أن نستذكر تلك الأيام إلاّ ونشير إليهم بالبنان كأبطال ، قاوموا وقدّموا ، عرضوا وصححوا ، ودفعوا لأجل ذلك من خالص أموالهم ، وكانوا بالفعل ” تمسكت أيديهم جمر الوطن الملتهب ” مثلما ذكر أصحاب موقع بوابة البحرين في بيانهم . وحدث ذلك بينما كثيرون كان يُفترض أن يكونوا في مقدّمة ألوية المدافعين والمنافحين عن الوطن لكنهم آثروا الصمت ، وخرست أو ( التصقت ألسنتهم بلهاتهم ) حتى إذا ما انقشعت الأخطار وخفّت حدّتها تصدّروا المشهد كتصدّر المنافقين والمتمصلحين ، ثم توارى المخلصون وغُيبوا عن المشهد ، وتم تناسي وقفاتهم وجهدهم الذي بذلوه خالصاً لأجل وطنهم وقيادتهم ، هم لم يسْعوا – كغيرهم – لمكاسب ومغانم وعطايا ، ولايمنّون على الوطن ماقدّموه من جهد وعطاء وتفاني وتضحية ، لكنهم اليوم يرون أنفسهم وحيدين ، يُضيق عليهم ويحاربون ويجرجرون في سوح المحاكم لأتفه الأسباب بدلاً من مكافأتهم واحتضانهم ودعمهم وتشجيعهم وتقديم الشكر لهم !!

كلنا يتابع حجم النشاط الإعلامي والدبلوماسي لدى الآخرين ، في الداخل والخارج ، وكلنا يكاد يتحسّر على ضعف مايقابل هذا النشاط من عجز وشبه فشل في أدائه وإنجازه ، وكلنا يعرف أن الأحداث لم تنته حتى الآن ، وربما هي حبلى بأشياء أخرى خاصة في ظل اضطراب الأوضاع الإقليمية وخطورتها ، وبالتالي من المحزن أن نترك أسلحتنا وأدواتنا تموت أمام أعيننا ، بين أيدينا أو بأيدينا في الوقت الذي يقول فيه منطق الأشياء أن من وقفوا مع البلد في أزمته وكانوا حائط صدّ وقلاع حصينة ومنابر أمينة لابد وأن يُقدّروا ويُدعموا ويُحافظ عليهم ويُشجعوا ، هكذا يُفترض لولا أننا صرنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من أن يجري بالفعل ترك موقع بوابة البحرين للإغلاق ثم ينفرط عقْد بقية المواقع والحسابات والطاقات الوطنية المخلصة ، فنخسرهم وأي خسارة في عصر احتلّت فيه ( الميديا) مواقع الصدارة في التأثير على الرأي العام ومراكز صنع القرار . كل الأمل أن يتداعى المخلصون والغيارى في هذا الوطن للمحافظة على موقع بوابة البحرين ومثله من ذخائرهم وعدّتهم .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s