راصد

ماذا قال الأمير بندر بن سلطان؟!

قرأت كثيراً من المقالات والتحليلات والمتابعات المتعلقة بالاتفاق النووي الذي آلت إليه مفاوضات ومُماحكات و(مسرحيات) بين الإيرانيين والأمريكيين امتدت على مدار (12) عاماً ارتفعت خلالها حدّة العداء إلى درجة التوقع بأن حرباً قد برزت نذرها في الأفق بين الطرفين، قبل أن يكتشف العالم أنها كانت مجرّد تمثيلية سمجة بين أصدقاء أرادوا إلهاء من حولهم بفصول درامية (بايخه)، لم يستطيعوا إكمالها، فتحوّلوا من حالة الهزل وما قد يُسمى بـ (الضحك على الذقون) إلى مرحلة الجدّ وتقسيم الغنائم.
وغالب تلك (المقروءات) التي طالعتها خلال الأيام القليلة الماضية كانت تدور في فلك ما وراء هذا الاتفاق النووي، أو للدقة ما يخفيه هذا الاتفاق غير البنود الصورية التي ظهر بها. ولعل من أبلغ تلك التحليلات وأكثرها ملامسة لحقيقة هذا الاتفاق هو ما صدر عن سمو الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود تحت عنوان «طبق الأصل ثانية»، وتم نشره مؤخراً في الموقع الإعلامي الشهير «إيلاف» ثم ما لبث أن تناقلته وسائل الإعلام المختلفة باهتمام – ربما – غير مسبوق، كون أن كاتبه شغل مناصب عدّة، بالغة الحساسية والأهمية، فهو سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن لمدة قاربت (23) عاماً، بين عامي 1981 و2005 وترأس أيضاً جهاز الاستخبارات السعودية وشغل منصب مستشار للأمن القومي السعودي. وهي مناصب ومراكز قيادية تجعل مما كتبه رسالة حصيفة ينبغي إعادة قراءتها مرّات ومرّات في هذا الظرف الإستراتيجي الخطر.
لا أريد أن أنقل رسالة الأمير بندر بن سلطان؛ لأن الأفضل أن تُقرأ كاملة، والاجتزاء منها قد يخلّ بما أراد أن يوصله من رسالته، لكن سموّه قارن بين الاتفاق النووي الذي عقده الرئيس باراك أوباما مع إيران، وبين الاتفاق النووي الذي عقده الرئيس الأسبق بيل كلينتون مع كوريا الشمالية، وخرج بنتيجة أنه بعد الاتفاق النووي الجديد الفوضى ستسود الشرق الأوسط، الذي تعيش دوله حالة من عدم الاستقرار، تلعب فيها إيران دورًا أساسيًا.
ثم كتب سموّه قبل أن يختتم مقالته اللآتي: لقد قصرت ملاحظاتي على الاتفاق النووي الإيراني، لكن ثقوا بي حين أقول إن سياسات الرئيس بشأن الشرق الأوسط عموماً وسوريا والعراق واليمن بصفة خاصة فتحت عيوننا على شيء لم نكن نتوقعه منه، ويمكن مناقشتها في وقت آخر. أما الآن، وبكل تأكيد، أنا أكثر اقتناعًا من أي وقت مضى بأن صديقي العزيز، الثعلب القديم هنري كيسنجر، كان مصيبًا حين قال: « على أعداء أمريكا أن يخشوا أمريكا، لكن على أصدقائها أن يخشوها أكثر ».
وكانت العبارة الختامية في مقالة السفير السعودي السابق في واشنطن ورئيس الاستخبارات السعودية « هذا يفطر القلب، إلا أن الحقائق مرّة، ولا يمكن تجاهلها ».
سانحة:
تعلّمت في مجالس العزاء التي حضرتها أنه لن تُذكر للموتى إلاّ أعمالهم، فاللهم أحسن خواتيمنا. وقد قال الشاعر:
لو أن لعمري ميزاناً ما المكيال         أيقاس العمر بأيام أم أعوام
أعمارُنا أعمالُنا وبها سمت أسماؤنا    نمضي وتبقى هاهنا آثارنا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s