«ولو أن شئون البلديات وافقت على دعمها بالمبلغ الذي طلبته وهو (500) دينار لاستمرت في برنامجها، ولكن هذا ما لم يحدث». هذه العبارة هي جزء من تصريح صحفي لأحد المسؤولين البلديين تم نشره في صحافتنا المحلية قبل بضعة أيام في معرض حديثه عن قيام جمعية الرفق بالحيوان بجهد تطوعي وتحمّلها مسؤولية في موضوع معالجة ظاهرة الكلاب الضالة وطلبت دعماً قدره هذا المبلغ البسيط لكن لم يُوافق لها!
مشكلة الكلاب الضّالة لم تعد مشكلة تخص منطقة بذاتها، كالمنطقة الشمالية فقط وإنما هي تتزايد في عدة مناطق؛ حيث كتبت في عمودي المتواضع عن وجودها أيضاً في منطقة قلالي، وبينت مقدار شكوى وتخوّف الأهالي من ضررها وخاصة عندما يسدل الظلام ستاره ويعمّ السكون ليله، فلا يقطعه إلاّ نباح تلك الكلاب الضالّة التي صار من المتاح أن تراها تتجوّل بالقرب من البيوت والشقق، وما علينا إلاّ أن نلزم أنفسنا في بيوتنا حتى يُسفر نور الصباح.
ورغم الشكوى؛ فإنه ليس واضحاً أن هنالك جهة مسؤولة عن معالجة هذا الوضع، ووقف تكاثرها ومنع أخطارها. حتى المسؤول البلدي نفسه في التصريح المذكور يقول: «لا يوجد جهاز خاص لدى أي من الجهات المعنية تكون من مهامه اصطياد الكلاب الضالة ونقلها».
ومع ذلك، فإن جمعية الرفق بالحيوان حينما طلبت دعمها بمبلغ (500) دينار من أجل أن تقوم بالمساعدة في برنامج للتخلص من هذه الكلاب الضالة ؛ تم رفض طلبها !! ولكم أن تتصوروا أن المبلغ المطلوب منها هو (500) دينار فقط. وهو مبلغ زهيد جداً يتم صرفه وأكثر منه – ربما – بكل سهولة على شكليات وكماليات واحتفالات وحتى (عزايم) وما شابهها من أمور بسيطة – ولا نقول تافهة – يصعب معها فهم رفض طلب دعم تلك الجمعية للمساعدة في القضاء على ظاهرة تتزايد وتقلق الناس وباتت تسبب لهم أخطارا في مزارعهم وحظائرهم، في ظل أن الجهات المعنية تتنصل من مسؤوليتها!
وما دام الأمر كذلك؛ فلا أقلّ من أن يُفتح باب التبرعات للأهالي لجمع – ربما – أضعاف مبلغ الـ (500) دينار من أجل الحدّ من تنامي هذه الكلاب الضالة وزيادة تشكيلها لمصادر خوف وقلق على الأهالي في مناطقهم ومحل سكناهم وخاصة أنه لا جهة أعلنت عن مسؤوليتها في هذا الصدد حتى الآن.