سواء في البحرين أو الكويت الشقيقة؛ فإن من تابع اعترافات وتفاصيل تفجير سترة الإرهابي والأسلحة والمتفجرات التي تم ضبطها والقبض على أصحابها هنا وهناك، ورؤية هذا الكمّ الكبير من الشرّ الذي كان يُراد فعله من هذه المضبوطات الخطيرة والتي نحمد المولى عز وجل أن هيأ لرجال الأمن اكتشافها ومنع استخدامها، ولهم كل الشكر والامتنان؛ من تابع هذه الاعترافات والتفاصيل يجب عليه ألا يتوقف كثيراً عند حجم ونوع هذه المتفجرات والأسلحة فقط، أو -للدقة- لا تأخذ هذه المضبوطات كل اهتمامه وانتباهه، حيث إن الأخطر والأسوأ منها هو عملية تهريبها والوقت الذي استغرقته والعمل الدؤوب لأجل إدخالها إلى أوطاننا. وهي تفاصيل أحسب أنها تحتاج إلى تفاصيل التفاصيل.
لا يمكن أن ننتقص من الجهود الجبارة للأبطال الساهرين على الأمن والاستقرار، والمرابطين على الحدود والمنافذ، فهؤلاء ترتفع لهم أكفّ الدعاء والضراعة بأن يحفظهم سبحانه وتعالى في برّه وبحره ممن يتربّص بهم مسترخصاً دماءهم وأرواحهم في سبيل تحقيق أجندات وأغراض الشر ونشر الفوضى والخراب. ولكن من الواجب معرفة هل هنالك حاجة إلى زيادة الإجراءات والاحتياطات لمنع هذا التهريب والاستهداف لبحريننا الغالية في ظل التصعيدات المحيطة بوضعنا الإقليمي، والمهددات والتدخلات التي لا تكاد تقف أو تهدأ، والجميع يلاحظ زيادة وتيرتها في الآونة الأخيرة.
وتزداد أهمية هذا الموضوع بالنظر إلى اعترافات المتهم الأول في تفجير سترة الإرهابي الذي أقر بأنه هرب إلى إيران عن طريق البحر ثم عاد إلينا أيضاً عن طريق البحر!! أي أن الموضوع لم يعد تهريب أسلحة فقط وإنما تعدّاه إلى تهريب بشر؛ كل القلق أن يُكتشف -لا سمح الله- في يوم ما وجود عناصر مهربة من الحرس الثوري الإيراني أو غيرهم من مليشياتهم التي تتأبط شراً وهوساً بعموم دول الخليج العربي.
الشيء المؤسف الآخر في تفاصيل تلك الاعترافات، هي أعمار المقبوض عليهم، إذ هم في سنّ الشباب، بين الـ(20) والـ(30)، سن العطاء والحيوية التي يحتاجهم فيها وطنهم للبناء وحمايته، لا أن يكونوا معاول هدم وتفجير وتخريب يستخدمهم الغرباء والأعداء للعمل ضد أنفسهم وأسرهم وأهلهم ومجتمعهم وتراب وطنهم.
سانحة:
يجدر بنا أن نستذكر عن نعمة الأمن والاستقرار وصية رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها «يا عائشة أحسني جوار نعم الله عليك، فإنها قلّ إن نفرت عن قوم ترجع إليهم».