محاولة فهم معادلة:
قد لا نفهم في الاقتصاد وربما تتواضع معلوماتنا في التجارة، ولكن المنطق الذي يفهمه بسطاء الناس هو أن أي زيادة تطرأ في أسعار تكلفة أي بضاعة أو خدمة سيجري حتماً تعويضها في سعر بيعها وأجرة تقديمها. وبالتالي أستغرب تغييب هذا المنطق أثناء الكلام عن إعادة توجيه الدعم للحوم أو الكهرباء أو المشتقات النفطية والإصرار على أن هذه (الإعادة) لن يترتب عليها المساس بالمواطنين وزيادة معاناتهم المعيشية!
في السياق ذاته أعلن مؤخراً أحد الوزراء الكرام أن «هناك مراجعة لرسوم الطيران المدني ورسم خدمات المغادرين عن طريق الجو، لتعديلها بحيث تحافظ على تنافسية مملكة البحرين في المملكة واسترجاع الكلفة فيما يتعلق بالخدمات المقدمة» ثم أضاف أن هذا التعديل لن يمس الجانب المتعلق بالمسافرين!!
أحاول أن أفهم هذه المعادلة، معادلة أن الزيادة هنا لن يتبعها زيادة هناك، معادلة زيادة رسوم الطيران المدني لن يترتب عليها زيادة أسعار تذاكر الطيران!!
أم بسّام:
عندما يتكلّم أو يكتب أحدنا هنا في البحرين عن دولة الكويت الشقيقة فإنما هو يتكلّم أو يكتب عن وطن واحد، يستحق الحب ذاته والولاء ذاته، ويعبر عن الحرص والخوف ذاته، لا فرق بينهما أبداً. هذا حال البحرينيين ومعهم الكاتبة الفاضلة أم بسّام، سوسن الشاعر. وبالتالي يجب ألا يُسمح للمتطفلين أو المتصيّدين أو الشامتين أن يتجاوزوا هذه القاعدة، قاعدة أن البحرين والكويت وطن واحد. ولسنا في مثل هذه الأوقات العصيبة في حاجة الى أن يقتنص البعض عبارات هنا أو هناك فيخرجها عن سياقها ونواياها ويعطيها تفسيرات أخرى ثم يستخدمها – ربما – في أمور يعرفون جيداً أن أم بسّام بعيدة عنها تماماً.
استقطاع (40) ديناراً شهرياً:
عدد غير معروف من الممرضات، لم تعلنه وزارة الصحة التي اكتشفت – فجأة – أثناء تدقيقها ومراجعاتها أنها قد صرفت لهن بالخطأ (بالخطأ) علاوة بدل تمريض. ثم قررت الوزارة تدارك وتصحيح هذا الخطأ الإداري، ليس بوقف العلاوة فقط وإنما أيضاً باسترجاعها بأثر رجعي حيث ستقوم باستقطاع (40) ديناراً شهرياً من رواتبهم، وذلك تصحيحاً لخطأ ربما لا دخل لهم فيه. أتمنى على وزارة الصحة أن تسعى لتصحيح خطئها بعيداً عن رواتب ممرضاتها، وخاصة أن رواتبهن ورواتب عموم الموظفين لا تحتمل أن يُقتطع منها فلس واحد. وبعض المسئولين يتعاملون – للأسف الشديد – مع أرزاق موظفيهم ببرود شديد، وبالمسطرة والقلم، ولا يخشون عواقب الظلم أو التعسّف! في وقت تحتاج فيه الأمور إلى المرونة، وكذلك الرحمة في ظل أوضاع معيشية مكلفة جداً يصعب معها تصور اقتطاع مبلغ دينار واحد من راتب موظف، فكيف بـ(40) ديناراً؟!!
الزلزلة والعروس:
من المضحكات المبكيات في وضعنا الحالي – وما أكثرها – الذي تتصاعد فيه تهديدات وأخطار غير مسبوقة، وتخيّم سحب سوداء مخيفة في المنطقة، ويشوب الأفق نُذر يضع الجميع يده على قلبه ترقباً وخوفاً من مآلاتها، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي؛ أن ينشغل في هذا الوقت بعض الكبار بتوافه الأشياء وصِغار الأمور وأحياناً سخافاتها بصورة (بليدة) لا نملك إزاءها إلاّ أن نردد المثل الشعبي الشهير «الناس في زلزلة والعروس تبي رَيِل».
(اللغز المحرقي):
لا بد لنا أن نذكّر بين فترة وأخرى الجهات المسئولة في البلديات أو غيرها بـ(اللغز المحرقي) المستعصي على الحل حتى الآن، وأعني به المساحة الشاسعة الموجودة بالقرب من مطار البحرين الدولي، البالغة مساحتها حوالي (93) ألف متر مربع، كانت تُسمى حديقة المحرق الكبرى، حيث تم إغلاقها منذ حوالي عقد من الزمان من أجل تطويرها لكنها تحوّلت إلى أرض (بوار) لا حياة فيها، وليس فيها أي بوادر تطوير، وهي على هذا الحال من السوء والإهمال المحيّر حتى الآن!!